رسل السعادة
د. محمد السيد السّكي استشاري تحاليل طبية وكاتب وروائي مصري
فلتكن خليفة الله فى الأرض كما شاء الله من خلقتك، فكلنا خليفته ومبعوثي رحمته وعصا عقوبته ، فانت ياانسان وكيلاً لله ، يرى الله فيك الفقير ، ويرى الله فيك المحتاج والتعيس..
فلنكن رسلاً للسعادة ! ، ومسماراً في سفينة الحياة؟ ، لا معولا ً للهدم والقتل والاحزان ..
ولتعلم ان الله المتعالي عن الافصاح بعين الحقيقة عن نفسه لخلقه، جعلك خليفته ومشكاة نوره ومحبته ..
فلتودّع نفسك معنى الصراع ، ولتنسى فكرة الصراع للفوز بالملذات ؛ فطالما تعودنا على الدوام ان الحياة صراع، وان الصراع لابد ان يكون فيه فائز وخاسر ، مُنعّم ومحروم ، ولا ريب اننا بذلك الفكر العفن رسل الشيطان ؟!..
ولطالما تساءلت ، كيف للناس ان يهنئوا جميعاً فى ظل موارد محدودة يتصارع عليها الجميع والنتيجة فائز والف خاسر !!..
انه لابد من تهذيب النفس ، وجعلها تتمتع بالقدر الذي يحافظ على حياتها وحياة غيرها.. لا ان تتمتع ويموت غيرها !!..
ان الذين يظلمون ولايطعمون ويصنعون باطماعهم التعاسة في القلوب ، لهم قتلة للإيمان وقتلة لصورة الله الجواد في النفوس..
انك لو عدت مريضاً لوجدت الله عنده ، وانك لو سقيت كلباً لوجدت ذلك عند ربك..
أن الله لا يرضى بالظلم ولا بتعاسة خلقه ، ولكنه يأذن بذلك لكي يختبر خلقه ، فأنت رسول سعادته وخليفته. فلا تجعل القلوب تسخط على الله بجهلها وبسبب بخلك وطمعك وانحطاط نفسك..
انه لم يُحرِم ليهين، ولم يعط ليُكرم ، وإنما ليختبر المحروم والمنعّم..
فلنتعلم كيف نهذب انفسنا ، فنرض بالقليل ونقتل فيها معني الاطماع وقهر الغير ، ولنكن على يقين اننا جميعاً رسل سعادة لبعضنا البعض ، فلا يوجد فينا من حاز كل شئ، فنحن جميعا فقراء الى الله ، وكلنا نحتاج لرسل سعادته !..
فكن رسول سعادة ولا تكن شيطاناً يسبب التعاسة..
عش لاعمار الارض ولاسعاد خلقه، وليكمل كل منا الاخر.. ان الذي حُرِم من الذرية لو وجد الناس كلهم ابناءه لن يكن تعيساً، والذي أصابه العجز والمرض لو وجد المعين لعرف انك رسول سعادة من الله..
ولا تنس ان رسل الله الهداة والمنذرين كان خاتمهم النبى محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكن رسل السعادة ليس لهم رسول خاتم !