حاورتها الشاعرة السورية | أليسار عمران
منال رضوان شاعرة وكاتبة وناقدة مصرية عضو اتحاد كتاب مصر وعضو نادي القصة المصري، ولرضوان العديد من الأعمال الأدبية تنوعت بين الرواية والمجموعات القصصية والشعر الفصحى والعامية المصرية ومن أعمالها رواية بلكونة نحاس، قربان لا تأكله النار وهو مختارات شعرية وديوان أنا عشتار فضلا عن مجموعتين قصصيتين حور سنوات الجراد وطقس اللذة كما أن لها العديد من القراءات النقدية تناولت خلالها أشهر الأعمال الأدبية التي ترشحت أو حصلت على جوائز عربية وعالمية… وكان لنا معها هذا الحوار:
تحيطين الابداع كما لوأنّه شمعة بأصابع قلبك والسؤال:هل تخافين على تشرد هذا الطفل!؟
الحوار مع قلب شاعر مثلك قد يكون مؤرقا؛ لأنني أثق أن الشعراء يمتلكون تلك العين الثالثة التي يقرأون بها ما وراء كل حجاب.. ولكنني أثق أنه سيكون جميلًا؛ فليس هناك أجمل من الصدق وأنت أديبة وشاعرة يكمن جمالك في صدقك..
بالفعل عزيزتي أنا أحاول رعاية ما أقدمه وأعتبره بضعة مني، ويزعجني أن يصل في صورة غير التي رسمتها، يقولون عني أنني مدققة حريصة، وبالمصري (نمكية وشكاكة) ربما أستغرق ساعات في البحث عن مفردة وهل تعبر عما أشعر به أم لا.. دعيني أختصك بذكر واقعة طريفة، فأثناء اختبار اللجنة التي أجازتني للقبول باتحاد كتاب مصر سألني الأستاذ الدكتور رئيس اللجنة عن أحد أبطال روايتي.. (سعيد الأسود) والذي وصفت أسنانه بالمهشمة، فقال: يا منال، لماذا لم تكتبي مكسورة؟
الأفضل أن تكتبي أسنانه مكسورة.
فأجبته: (لكنه يعاني الظلم والتهميش والتنمر من أهالي حارته؛ وقد تُكسر أسنان أحد الأشخاص وهو يقضم المكسرات مثلا.. لكنني أشعر أن هذا الشخص تم تهميشه حتى تهشمت شخصيته لا أسنانه فقط؛ لذا أردت أن أعبر عما يعانيه). وظني أن اللجنة الموقرة استحسنت وقتها ما أقول.
أذكر لك هذه الواقعة عزيزتي ليتأكد حدسك، فأن أكتب نصوصي بصدق وقد أقوم بمحوها فور أن أثق أنها لم تمر عبر بوابة قلبي أولا.
اللغة العربية وعشقها في شريان الأديب معادلة عالية أخبريني عن بريق عينيك كلما راوغتِ امواجها.
اللسان العربي يحمل فصاحة.. ليس تحيزا أن نقول أنها لا توجد في لغة أخرى؛ فهذه الرحابة في التأويل للمفردة الواحدة، وتعدد المعاني ينشىء الشغف لمعرفة الجديد والتأكد من سلامة الألفاظ ودقتها؛ إذ أنها الدليل على انضباط التفكير واتجاهه نحو المعنى المقصود وبالتالي توصيل الشعور الصحيح لدى المتلقي.
مصر أم الدنيا وأم القراء حدثيني عن مصر في جوارحك.؟
هي العشق الأول؛ مصر الوطن هي القيمة التي تسكن روح كل مصري بل كل عربي؛ فالمصطلحات التي يظن البعض أنها هُجرت ولم يعد لها مكانة في الذاكرة العربية من قومية ووحدة، حلم بها من سبقونا وأجادوا زرعها في نفوسنا.. أحاول قدر المستطاع التأكيد عليها من خلال لعب دور الجسر الواصل بين مصر والدول العربية وفي سبيل ذلك حرصت على تخصيص زاويتي أدباء العرب وشعراء العرب بالموقع الذي أعمل به، لإنشاء الجسر الممتد بين الشطآن العربية؛ فالثقافة والفنون من أفضل الأدوات التي تساعد على إذابة المسافة بين أبناء اللغة الواحدة والمصير المشترك
نحن بمن التقيناهم وأثروا بنا سلبا أو إيجاباً لنتبعهم أونرد على الأذى بأن نرتفع.. ترى ماصحة هذه المقولة في مجاز قلب الدكتورة الشاعرة؟
لا أخفيك سرا لم يكن الطريق مفروشا بالورد، وربما عانيت في بدايتي من البعض، ولكنني لا أنكر أنهم ساعدوني حتى بملاحظاتهم وتوجيهاتهم شديدة اللهجة والتي جعلتني أحرص على التقدم وأخذ الأمور بجدية، أدت إلى اختصار الكثير من المسافات، وتعلمت أن النقد السلبي يجب أن يكون حافزا على الاجتهاد، كما تعلمت أن أنظر فيما أفعل ولا أمد بصري إلى ورقة الآخر، فأن تصنع لك بصمة خاصة على جدار الإبداع من الصعوبة صدقيني بحيث لا يعطيك فرصة الالتفات، فمن يضع يده على المحراث لن يمكنه النظر إلى الوراء أبدا إذا أراد النجاح.
لكل شاعرٍ رسالة محبة ورسالة عتب وربما بعض النقد.. عاتبي من تشائي بكلماتك لتصل رسالتك إلى الامداء.
هي رسالتي، بل أمانتي التي أجتهد في سبيل توصيلها سواء عن طريق الإبداع أو النقد أو نشر إبداعات المبدعين، فأنا أشعر بمدى أمانة الكلمة وأحيانا أطلب من الأصدقاء أن يقوموا بنشر إبداعات لمبدعين في مواقعهم أو صحفهم وأنا لا أعرف حتى هؤلاء المبدعين إلا عن طريق وسائل التواصل، ومن يعرفونني يدركون أنني لا أحمل أي عتاب أو لوم حتى لمن أوجعونا؛ فمن يؤلمني إلى حد لا أستطيع أن أحتمله فقط ابتعد بصمت من دون عودة إلى موطن قد يشوه الروح.. وهي نصيحتي لكل من أحب: أما روحك فلا تدعهم يمسوها بسوء.