حفيدة السُلطان

حسام كويدر-سوريا

أستَلهِمُ الشِعرَ من أفنانِها صُوَراً
فالقلبُ إن نبَتَت أزهارُهُ…نَثَرا

إذ ما بدا قمري بالضوءِ مؤتَلِقاً
شيطانُ قافيتي في مَخدَعي حَضَرا

شتّانَ بينَ أفاعي الوهمِ إن سَحَرَت
وبينَ مَن بجَمال الوَجهِ قد سَحَرا

عيناكَ إن نَظَرت جَمعُ الأنامِ لها
من دونِ وازِرةٍ ذاقوا بِها سَقَرا

عيناكَ فتنةُ عصر الظالمينَ إذا
أشعلتَها قُدماً مهديُّها ظَهَرا

والجارياتُ على سفح الخدودِ لها
شكلُ الشرابِ بكأس الوردِ إن عَصَرا

والبائِحاتُ على يُمنايَ في قَلَمٍ
إكسيرُ مَن رغِبَ الدُنيا لهُ وَطَرا

للكَهلِ إن نُقِعَت في كأسِ عافيةٍ
عادَ الشبابُ لهُ كي يصدعَ الحَجَرا

كالعامِلاتِ بزهرٍ للشفاءِ لها
فعلُ القصيدِ…إذاً بالشهدِ قد قَطَرا

إنّي سأشهد شَهدَ الأصغرين إذا
أنكَرتَ يوم نشور الناسِ مَن شَعَرا

ماكانَ أحسنَ مِن خَودٍ لها صنَعَت
أشعارُنا رطباً…بالقلبِ إن عَصَرا

حسناء لو رشَفَ الأعمى نسائِمَها
بلا قميصِ نبِيٍ تُرجِعُ البَصَرا

أَغدقتُ مِن طَرَب الجَنّاتِ قافيتي
علّي أرى سُحُباً أو أُهطِلُ المَطَرا

وصغتُ من شغَف الخفّاقِ ملحمةً
عشقاً لهُ وتَرٌ…في خافِقي نُقِرا

فحواكَ مِن مُزُن السُلطانِ في نَسَبٍ
والشِعرُ تاجُ مُلوك الأرضِ والوُزَرا

مَن يبتغي عِذَقَ التَمر الّذي شَرِبت
أغصانُهُ عسلاً لا يقطعُ الشَجَرا

من أضلُعي خُلِقَت حوّاءُ في تَرَفٍ
فاخلُقْ بجنّتِنا ما يؤنِسُ البَشَرا

ماالضيرُ إن هبطَ الإيحاءُ مملَكتي
أو عَضَّ كاتِبُهُ من غُصنِهِ ثمَرةْ

عيناكَ كأسُ شِفاه الوَحي إن فُتِحَت
وصاغَ خالِقُها جفنيكَ مُستَتَرا

كأنّهم أدبٌ للصومِ إن غُلِقوا
والطرفُ مائِدةُ الإلهامِ لو فَطَرا

طالَ القصيدُ إذا وَصَّفتُ في غَزَلٍ
وحرفُ لحظِكَ صاغَ القصدَ مُختَصَرا

فالشمسُ قد جُعِلَت للبَدرِ ضاويةً
وضوءُ وجهِكَ فاقَ الشمسَ والقمَرا

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى