هجمة الحياة عليّ

حياة الرايس | أديبة تونسية

هذا الصّباح
كنتَ هجمة الحياة عليّ.
وقد كنت أظنني عندكَ نسيا منسيا.
فارتبكتُ واختفيتُ
كطفلة فاجأها العيد على حين غفلة
أنا الصائمة عشرة أهلّة
عمر صمتك المبيّت.
أربكني العيد.
ولا شرائط في شعري
ولا ألوان في فستاني…
من أين يأتي العيد؟
وأنت مفارق بعيد
!يا لقلب الطفلة

!– “مكسور قلبي يا عشتار” صرخت
فما استجابت عشتار.
كانت مثلي تكابد غدر تموز.
يا ربّ الذكور:
أعد لي ” تموز” وأنا أصلي لك ليلا نهارا
قال ربّ الذكور وقد استوى على عرشه:
” ذاك هو تموز بعيد بعييييد… حتّى يدي لا تطالُه.
جالس هناك، على سدرة المنتهى، في حلّته الطقوسيّة، يعزف الناي لامرأة غيرك.
فلا تزعجيه فهو تحت رعايتي “
ور فع يدَه يباركه.
! يا لقلب المرأة
من يطفئ حرائق الغيرة؟
وكعذراء المعبد (وما أنا بقدّيسة)
أقمت كرها لا طوعا طقوس الصّمت الجنائزي
عشرة أهلّة كاملة.
والبخور يخنقني ويكتم أنفاسي والنار تلتهم طرف ثوبي وتأتي على جسدي…
ما أصعب أن نحّب في صمت
أن نجّن في صمت
أن نموت في صمت…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى