أنختُ مطيتي عند الفرات

أنخـتُ مطيّتي عِـنـدَ الـفُــراتِ
ففاضَ الشِعرُ من كـلِ الجهـاتِ

وصوتُ هـديـرهِ قـد نـالَ منّي
وأيقـظَ مـا تبقى مـن سُــبـاتِ

وتجرفني انـحـداراتُ القـوافي
لأغـرقَ فـي انتـقاءِ المُـفـرداتِ

أغـوصُ مـعَ المعانيَ فـي قـرارٍ
أقلّبُ فـي الكـنـوزِ الـراسـياتِ

ومنهُ أعبُّ ما اسطاعت يَميني
سـبـائكَ مــن جُـمـانٍ لامـعـاتِ

فتكتُبني القصـيـدةُ في ثـوانٍ
أغـيـظُ بضبطـهـا مـكـرَ النُّحاةِ

ومـع جـرَيانـهِ سـالت حُروفي
لتُبحرَ فـي عــيـونِ المُعجزاتِ

تـراهـا حـيـن ترسـو فوقَ شطٍ
كعقد الـدُّرِّ فـي جـيـدِ الفـتـاةِ

ويـربـو مـن نـداهــا كـل قـفـرٍ
ومـنهـا تسـتقي كــلُ اللـغــاتِ

فـمـن نبـعِ الصـفاءِ نهلتُ دلـواً
يُغـذّي الـروحَ.. فيّاض الـدواةِ

ولو نضبَ المعينُ فألـفُ معنىً
يُــراودنـي عـلـى قـهرِ الشتاتِ

ويرجعُ حيثُ كنتُ إن افترقنا
قـريـنـاً كــادَ يسلبُني حـيــاتي

حسام رمضون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى