آخرُ قصَّةٍ
أحلام دردغاني | شاعرة لبنانية
دُزَّ لي قلمًا ومِمْحاةً ، خِضَّمُّ السَّنواتِ إِغراقٌ ، شاسِعٌ ذَيَّاكَ البَحرُ ، وأَنا عازِمَةٌ على المُضِيِّ بقلبٍ أَبيضَ…
آخرَ عِباراتٍ ردَّدَتْها نسرينُ وهيَ تُلَوِّحُ بيدِها مُودِّعَةً الأَملَ.
ماتَ كُلُّ شيءٍ ، نَسَمَةُ الحياةِ تَلفُظُ أَنفاسَها الأَخيرَةَ ، والأَبوابُ تُصفِّقُ !
لمْ يَعُدْ للرِّيحِ معنًى …
تبدَّدتْ والموجُ يَلطِمُ الموجَ ؛ كُلُ الابتساماتِ خَوَتْ ، فقط مَعِدَةُ الحوتِ : كم يَلَذُّ لها لحمُ الأَبرياءِ ؟!..
جِلدُهُمْ قَشيبٌ وسجاجيدُ الارتقاءِ حمراءُ …
نِسرينُ أَينَ أَنتِ ؟
ها هُنا …
حَشَرتُ نَفسِي في فِكرَةٍ استنزَفَتْ قِوايَ، سأَستَظِلُّ الصَّفصافَةَ ما حَيِيْتُ …
هاتِ منْها بعضَ العَبَقِ صديقَتِي !..
وكيفَ أَفعَلُ ؟ مُنذُ الصَّباحِ تدأَبُ النَّحلاتُ على استنشاقِ الرَّحيقِ إِكسيرًا !
رُدَّني إِلى بلادِي أَيُّها الموجُ ، توقٌ عميقٌ يَجذُبُني …
كُنهِي غارِقٌ في نَشوَةٍ والحياةُ جَسَدٌ ، تتساقَطُ الأَرواحُ ثمارًا ، بَعضُها رَخصٌ ؛ بَعضُها ناضِجُ ؛ وعلى الغُصنِ أوراقُ تينٍ وثَمرةٌ .