أيها الغريبُ قُدٌ قميص الرُّوح مِن دُبر

د. حنان الوليدي

لأن الكلمة  لامعجزة سواها

كل كلمة منكَ اعتبرتها قبضة من أثر نبي

هدني البعد/ لم أسألك أبداعن غيابك

هاتفتني مرتين هذا العام لتُسكِّن جوع القلب

 ولأن الأرواح جنود أوجستُ في نفسي خيفة

قلتَ لي أحبكِ/قلتُ لك أحبكَ

كإمضاء يختلف عن نفس الإمضاء

لثلاثة أيام لم أنم وكنت أنام باشتهاء كنعاس الرعاة

أشم نفَس الورد في الفجر

وأصغي لخرفان تثغو على مراعي سريري

وأجمع زعترا بريا له شميم غامض أفركه بين أصابعي

صرت لا أنام ولا أصحو تلاحقني الخطى والغبار والأصوات

كأنه يوم النشور/ محلولة الشعر ميزتُ وجه أبي

يمسح على رأسي وهو يقرأ علي سورة الجن والمعوذتين

وصدى ضحكات لتلميذات في الصف الأول ابتدائي

يقاطعها صوت مدرس الإنشاء يعاقبني

اكتبي مائة مرة/ أنا ثرثارة

وعصفور بجناح مكسور وصف من النمل المؤمن

ورجل دون وجه أقتله ولايموت تحت وسادتي…

صعب جدا أن تترك امرأة تثق بك كما يثق طفل بطفل

تلقط صوتك حرفا حرفا ككتابة الأوطان

تلمه كمسكوكة ذهبية في حصَّالة العمر لتجعلها تبكي

والناس يشفقون على ما تخفي

أمسى كريح صرصر سُخرت عليّ؛  مَستني حمى

كأنه الإغماء بل كأنه الموت

مزقت رقم هاتفك وصورتك جعلتُ عاليها سافلها

كنت أعض أصابعي والجدار

ليس حقيقة أن أقول تدربت على الصمت

وليس مجازا  أن أقول تدربت على الموت

للغريب الذي يؤثت روحي وهما وهو يحكي

هذاعذب فرات وهو ملح أجاج أقول

لا تكن موسميا كفاكهة الصيف

لا تجعل كل ضد يستقيم ضدي/ أرفض أن أكون نصفين

نصفي رابعة قبل التوبة ونصفي رابعة بعد الطُّهر

فأغرق في واد غير ذي زرع ولا أجد بصمة لدمعي

إني أخاف الله ومتى أحببت صرت صادقة الوعد

كإسماعيل النبي وارتديت عباءة الحلاج

أيها الغريب قُدٌ قميص الروح من دبر

أيها الغريب دختُ أنا والأرض لم أعد أقوى على حمل حماقاتك

لا أستطيع أن أكون هنا في غرفتي

وبقاياي تُكمل دورة الكون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى