المعلقة الشامية

للشاعر الموريتاني الراحل شاعر الأمة الشيخ بلعمش رحمه الله 2011

لأجلك ياشام نهتف ثائرينا

فيكسر عزمُنا هبل اللعينا

أليس الحر يرفض ظلم يوم

وهذا الظلم جاوز الأربعينا

سنينَ تجرع الأحرار فيها

كؤوس الصبر مترعة أنينا

تعانِقُ ضفتا بردى الليالي

فَتُنكر في العيون دما سخينا

كَبُرنا يا شآمُ على المآسي

و أدْمَنَّا هواكِ فعانقينا

نزعنا رِبقة الظلام عنا

ولمْ نحتجْ على شرف يمينا

وقد علمت شعوب الأرض طرا

بأنا لن نهون ولن نلينا

و أنا الواهبون لهم حروفا

فلولا الحرف ما رفعوا جبينا

و أنا أكرم الفرسان خيلا

و أكثرُ أنبياءَ ومرسلينا

و أنا قِبلة الغرباء حتى

لَنُطعِمُهُمْ وَ نمْكُثُ جائعينا

لنا الخُلُق الكريمُ فنحنُ أوْلى

بأنْ نحيا الحياةَ مُكَرَّمينا

أيحسبُ خِفَّةً بشارُ أنا

سنتركه و ماهرَ سادرينا

سيلعنُ حافظا وَ بَنيهِ ربي

ويدخلُهمْ جهنمَ داخرينا

لعَمْرُ الله قدْ ذبحوا الأماني

وخانوا العرض والبلد الأمينا

إليكَ إليكَ يا بشار فارحلْ

أبيْنا أنْ نُقِرَّكَ ما حَيينا

هوى الوهم القديم فلا خُلودٌ

وأعياك الصراع وما عَيينا

ومن عجبٍ تقول لنا اسجدوا لي

متى كنا لمثلك ساجدينا

بأي ذريعة بشارُ هانتْ

عليك دماؤنا فتجور فينا

بأي ذريعة بشار دُكتْ

مآذنُ مسلمينَ مُسالمينا

بأي ذريعة فُقِأَتْ عيونٌ

و أضحى الآمنون مُشردينا

تُرى ما ذنبُ حنجرة المُغني

و ماذا عن أصابع مبدعينا

أتقتل صِبيَةَ الحي الحزانى

وتطمع أن نظل مُطأطِئينا

وشيخا قد قتلتَ على تُقاهُ

و حورا مثل طُهرِ المسك عِينا

رصاصك يُخطئ الجولان جبنا

وغَدرا يَقْنصُ المتظاهرينا

و إنْ عربٌ بكوا ألما و ضَجُّوا

بعثتَ وزيرك الغث السمينا

حماةَ دِيارنا للشام حق

عليكم فامنَعوا الأسد الهجينا

أَلا لا يَبْعَثَنْ بشار جيشا

فنبعثَ جيشنا الحر المتينا

فإنا المُسمِعون إذا هتفنا

وإنا الغالبون إذا غُزِينا

و إنا الصادقون إذا نطقنا

وإنْ قيل الإبا قُلنا عُنِينا

لنا وطن ترصعه المعالي

نعيش على ثراه مُوحدينا

سيهدي قاسيون غدا صباهُ

فتمتلأ القصائد ياسمينا

كتبتُ على السفوح بيان شعر

لأبقى في الهيام بها قرينا

و ذُبتُ على دمشق أسى وإني

على بعدي لأقربهم حنينا

فإنْ سألوك عنْ شنقيط يوما

فقُلْ حفظتْ عهود الأكرمينا

أليس الأهل أهلك حيث حلوا

ولو كان الزمان بدا حزينا..!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى