داعش العصري

الشاعر محمد خضر/ سوريا

الوجه الأخر لداعش تطالعنا مجموعة من المقالات والصفحات بهجوم عنيف يصل حد السب والشتم والتجريح بالتاريخ العربي والإسلامي وتتناول شخصية الرسول العربي محمد والقرآن الكريم بالسخرية والتجريم ونسبة كل الجرائم التي ترتكبها داعش والعصابات الوهابية لمحمد وللقرآن واعتبار هذا الدين مفرخة للإرهاب والإرهابيون يستخدمون لغة عاطفية مرفقة بصور لجرائم داعش ويربطونها ببعض آيات القرآن أو الأحاديث النبوية بسطحية وشكلانية أقل ما يقال عنها إنها بعيدة عن العلمية والموضوعية وتقترب من التضليل الإعلامي الممارس من قنوات الحقد الوهابي على العرب والمسلمين .

عندما تخرٍج أي موضوع فكري عن سياقه وتاريخيته والمجال المعرفي الذي يتحد ث فيه والمصطلحات المستخدمة واللغة ودلالتها وتطور الدلالة ما يؤدي إلى استنتاجات بعيدة عن الحقيقة والموضوعية الآن تقوم داعش وأخواتها الوهابية بتدمير الهوية القومية إن كانت سورية أو عربية وتنسف التاريخ وتجعله يقف عند القرن السابع الميلادي يوم لم يكن هناك تبلور لفكرة القومية أو للدولة الجامعة لمواطنيها بل إلى مللك ورعية من مختلف المشارب والأعراق لم يكن هناك حدود ولاجواز سفر لم يكن هناك هوية .

الهوية التي صنعتها فيما بعد الثقافة العربية الإسلامية المنتجَة في القوس السوري من الإسكندرية حتى سهول فارس مستندة على تأصيل هذه الهوية بالإسلام وبدولة محمد وأصحابه ,وككل تأصيل لابد من أسطرة وخلق جذور ضاربة في القدم تؤكد ثبات وعراقة هذه الهوية فكان ضم كل ثقافة المنطقة وكل الإنتاج الأدبي الإسطوري والملحمي والشعري ونسبته لهذه الهوية وكان أفضل مٌعبر عن هذا الإنجاز هو القرآن الكريم الذي ضم هذا التراث من أدم إلى محمد الرسول العربي ولابد من اصل سماوي يؤكد قدسية هذا التراث ومصداقيته ويؤكد المشاركة العامة لشعوب المنطقة بهذا التراث وبالتالي بهذه الهوية العربية الحاصلة نتيجة الدولة /الإمبراطورية الإسلامية/ وهذا التأكيد على الهوية بدء بتعريب الدواوين في الدولة الأموية ولم يتوقف مع الأحزاب القومية المعاصرة والتي تنتسب لهذه الهوية ولهذه الأسطرة للهوية المفترضة لذالك حاولت هذه الأحزاب أن تكون ميالة للعلمانية بحيث تجمع كل المكونات التي أنتجت هذا التراث من الطوفان إلى العالم الأخر ألأوزريسي الى ملكوت السماء المسيحية إلى الأشكال الأخرى من الديانات والثقافات المتعددة لتنتج بمجموع هذه الفئات الاجتماعية مجموعة مواطنين في دولة جامعة لمواطنيها …

عندما تنسف داعش وأخواتها هذه الهوية بفرض ثقافة مكون واحد من هذه الفئات هوا المكون البدوي الصحراوي وتلغي المكونات الأخرى الغنية بالحضارة والبيئة الزراعية والمدنية فستكون حكماً مدمرة للهوية الإسلامية ورافعها الأصلي العروبة والذي يفعله بعض المرتزقة ممن يسمون ملحدين أفارقة أو ممن يدعون العلمانية أو الهوية البيزنطية أو الفينيقية أو……الخ بتقبيح التاريخ العربي ونسف اسطورته المؤسسة والتطاول الفج على رموز الهوية فمحمد ليسا نبي ورسول فقط بل رمز للهوية العربية والقرآن جامع لتراث المنطقة كل تراثها وبالغة العربية الجميلة أنهم يحاولون تدمير هذه الهوية الجامعة وبالتالي التفكك والوصول إلى الهويات الفرعية القاتلة إنهم الوجه الأخر لداعش هم جزء من المؤامرة على المنطقة العربية ولكن ببدله وربطة عنق وقد يحملون لقب كاتب ومفكر ودكتور الخ أنهم لا يختلفوا عن لابس الجلباب الأفغاني كلاهما جزء من الهجوم البربري على منطقتنا وعلى هويتنا العربية الإسلامية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى