عدل بعد الممات
بقلم: زيد الطهراوي
حين يخالفون عادة من عاداتها في بيته كان يغضب ويقول: أمكم لا تحب هذا هو يصدق أنها ماتت ولكنه يشعر بأنها ما زالت تحيا معه، وكلهم يشعرون بحزنه ووحدته، يبكون عليها كثيرا ولكنهم ينشغلون عن الحزن قليلا بالأبناء (لماذا تتركون بيوتكم وتأتون لمساعدتي؟ لا تأتوا إلا ضيوفا). وفي إحدى زياراتهم ألح عليهم كعادته. فقالوا له: سوف نفعل ذلك ولكن بشرط أن تتزوج.. بكى و بكوا معه.
زار قبرها و قال لها: لم أكن أريد أن أتزوج ، ولكن الأبناء أرهقوني وأرهقوا أنفسهم بكثرة اهتمامهم بي. قلت لهم يا زوجتي العزيزة: لست أول رجل فقد زوجته، ولكنهم كانوا يتركون عائلاتهم ليساعدوني ويجلسوا معي، وكنت أشعر بالحرج. قلت لهم: أنا لست وحيدا و أخبرتهم أنك ما زلت تعيشين معي ولكنهم أصروا.. سالت دموعه فأحس بأنها قد عذرته فاطمأن قليلا و انصرف
وحين كان يقدم لزوجته الجديدة طوقاً من الذهب كان يتصدق بمثل ثمنه عن روح زوجته الراحلة ، و حين كان يعامل زوجته الجديدة معاملة حسنة كان يعمل أعمالاً صالحة و يهب ثوابها لروح زوجته الراحلة أيضا.
زوجته ماتت بعد أن عانت من المرض وكانت تعيش مع زوجته الجديدة كأنها ما زالت تحيا معه و كان يشعر بضرورة العدل بينهما.