تجاعيد الماء (44)

سوسن صالحة أحمد/ سوريا

خلق

كي أكمل رحلة دمي إليك، علي أن أتعلم معنى الإحتمالات، وأعتاد المراوحة بخطوة تروح وتجئ على دربٍ لا ملامح له سوى فسائل نبتٍ قد لا تعني الإخضرار، وأعي أن الوصول لايعني أبدا ملامسة الأشياء بقدر ماهو استمرار الخطو إليها رغم تمدد الطريق في استطالة الأمل.
ها أنا أبدأ كآلهة تعد أيام خلقها لكون يتعرف إليها، فيكون أثرا دالاً عليها وهو بها، فيه تفسيرها وإشارات قدرتها وبديع تكوينها، إرادتها في الخلق حتى لو كان في بعضه ناكراً لها.
أنا الحب. . الشريك المخالف للإيجاد إلا في الصدق، التحول عني هلاك خصمي وخصمه معا، ولا خصم لي.
كعبتي ما مر بها من زرع التمر ثم أكله، ولا حَفَرَ في صخرها نحتاً يعبدهُ دوني.
التوحيد في مطلق والكل عندي نبي، رسالته ذاتي.
من جعل همه همي كفيته، ولا همَّ لي سوى المزيد من العشق.
فإن أنت حاصرتني هلكتَ، وإن سلوت روحك في سافرتُ بكَ إليَّ فلا قرار لك في تعشق يطحنك حتى تتلاشى في رسالتك.
هكذا فصول الحب، منا تبدأ وإلينا تنتهي، وما الشعر إلا لحظة احتضار، تفيد موتاً إثر موت، والعاشق والمعشوق توابيت الإحتراق في بعثٍ يتبعه بعث.
إنتبه. .
لاتعلن الإيمان قبل أن تتأكد أن هذا الدمَ مدفنك، وأن الشيطان قد مات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى