آه لو عشت مثلي

د. أسماء السيد سامح | مصر

لو ولجت قدماك أرض تاريخي لرأيت على جدرانه نقوش طفلة اغتال جسدها الهرم وبقيت منها روحها تجوب كهوف الماضي لعلها تجد فيها تعويذة عودتها.

لو عشت حياة كالتي عشتها لأدركت قيمة أن تسجن بعض العمر في زخة عطر.. أن تحبس بعض الذكرى في رائحة تستعيدها متى شئت.. أن تلبث يوما أو بعض يوم في عبير يخطفك لثانية واحدة أو أقل.. لو عشت حزنا كالذي عرفته لأيقنت أن بعضهم – مثلي – قد يقنع شفتيه بتزييف ابتسامة ويقنع عينيه بإخفاء دمعة، لكنه يقف راجيا أمام أنفه يستجديه عبق ذكرى يوقن أنها حتما لن تعود

لو عشت مثلي سجين صفرة رمل.. أسير حمرة وجع.. حبيس سواد ليل.. مفتقداً بياض فجر.. موهوماً بخضرة غصن فوق شجرته انكسر.. لذبت – مثلي – هياماً بزرقة بحر لا يعرف سجون الشطآن، إنما تعانقك أمواجه بحب يغدق ولا يغرق.. لوجدت ضالة قلبك – مثلي- في زرقة سماء لا ترد دعاء ولا تخيف بغيم، إنما تهدي بالمطر.. لأدركت مثلي ان كل الألوان صاخبة.. ووحده

لو عشت مثلي موصوماً بهالات عين فضحت طول السهر.. معيّراً بضيق حدقتين كانتا يوماً تسعان حلماً بحجم العالم.. مسجون الأهداب خلف قضبان يأس غير مرئية.. لرفعت قبعتك لذاك الخط الأسود الذي يحميك وشاية الفاضحين ويلقي عليك سدل ستر.. قبل زينة

أي حب هذا الذي يهدم قصور كبرياء ليبني بها قصورا مظلمه؟

دعني أجيبك بضحكة لم تخترعها شفتاي إلا على أبواب عينيك.. بدمعة لم أستطع صلبها إلا على أعمدة حنانك.. بشمعة ما عاد يعنيها احتراقها ما دامت تحتضن فتيل عشقك للنهاية.. بتنهيدة لفظ معها القلب آخر مواجعه مستعداً بك لشهقة خلاص.. وبورقة لم تعد لي حاجة بوفرة سطورها فما عدت أحتاج سوى مساحة كتابة كلمتين.. (يحبني ..أحبه) فليبدأ إذن عصرنا.. وليولد نجمنا.. ولتحملنا السفينة عبر ما بقي من موج العمر..والموت الذي وقفنا علي جسره حائرين بين بعث وعدم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى