ماذا يعني مصطلح سفير فوق العادة؟

د. حنا عيسى | فلسطين

يستطيع السفراء تجاوز أي أزمة باستثناء جلوسهم في أماكن لاتليق بهم..”لذا، ما أجمل أن يكون السفير الذي يمثل بلاده أديباً نهماً للمعرفة، حريصاً على حسن تمثيل ثقافته وأناسه، وأن يحتفظ بفوائد من فترات تمثيله يرويها للأجيال كي يقتبصوا من خبرته وتجربته، فالتجارب عقل ثان وثالث “.
مرتبة دبلوماسية هي الأعلى في مراتب السفراء، تـُمنح عادة لشخص مكلف بمهام خاصة لبلده لدى بلدان أخرى أو منظمات دولية، وتمكّنه غالبا من إمكانيات استثنائية لأداء مهمته.
التاريخ: أطلق مصطلح “سفير فوق العادة” تاريخيا على الأشخاص الذين كانوا يمثلون بلدانهم في الخارج، وفي مؤتمر فيينا عام 1815 اعتمد نظام المراتب الدبلوماسية بمقتضى القانون الدولي، ومن ضمنها التمييز بين السفير Ambassador، و”السفير فوق العادة والمفوض” Ambassador Extraordinary and Plenipotentiary.
يعتبر السفير دبلوماسيا من مرتبة عالية، وتتحدد مهامه في التمثيل الرسمي لرئيس أو ملك البلاد، ويتمتع عادة بصلاحيات “المندوبين المفوضين”، ويتصف معظم السفراء بصفة “رؤساء بعثة”، ويتوفرون على صلاحيات “السفير فوق العادة والمفوض.”

تصنيف بروتوكولي
يتحدد الفرق الوحيد بين “السفير فوق العادة” و”السفير العادي” في كون الأخير يؤدي غرضا محددا، بينما الأول يتمتع بـ “صلاحيات موسعة”، وهو مصطلح قانوني يعني الترخيص له بإبرام اتفاقيات باسم الدولة أو الهيئة التي يمثلها.
وتعين دول بعض موظفيها بمرتبة “سفير مفوض فوق العادة”، وتكلفهم بمهام خارجية محددة دون إقامات طويلة في الخارج، ويعملون مستشارين لحكوماتهم.
ودأبت حكومات في الماضي على تعيين دبلوماسيين بمراتب وأسماء أخرى على غرار “وزير مفوض”، وتمنحهم بموجب ذلك صلاحيات “سفير فوق العادة” لتمثيل البلاد لدى حكومات أجنبية، لكن هذا التقليد الدبلوماسي أصبح محدودا.
وعلى سبيل المثال؛ تعين دولة الفاتيكان موظفا يحمل لقب “المبعوث الرسولي” بمرتبة “سفير فوق العادة” يتمتع بصلاحية مطلقة لتمثيل البابا في الخارج، كما أن بلدان الكومنولث تتبادل فيما بينها مبعوثين يحملون لقب “مندوب سامٍ” بمرتبة توازي مرتبة “سفير.

شروط أهلية
على غرار “السفير العادي” يتوجب أن يتصف “السفير فوق العادة” بدرجة عالية من الثقافة والتجربة السياسية والحكمة في التعامل، إضافة إلى إتقان لغات أجنبية.
ويعين هؤلاء إما انطلاقا من المسار المهني الدبلوماسي للشخص، وهو ما يطلق عليه بالفرنسية “Diplomate de carrier”، حيث يشكل المنصب تتويجا واستفادة من عمله المتدرج لسنوات داخل السلك الدبلوماسي لبلده، ويكون عادة السفير المعين في هذه الحالة “غير متأثر سلبيا” -في الاستمرار بمنصبه- بأي تغيير مفاجئ لرئيس بلاده أو حكومتها.
وقد يعين من طرف سلطات بلاده من خارج السلك الدبلوماسي بهدف تمثيلها لدى حكومة أخرى، ويظل اللقب الذي يحمله رهينا فقط بالمدة التي يمارس فيها تلك المهام.

صلاحيات وامتيازات
يتمتع “السفير فوق العادة” بنفس الامتيازات القانونية للسفير العادي فيما يخص الإقامة بعاصمة الدولة الأجنبية الموفد إليها، وسماح حكومة البلد المُضيف له بالسيادة على قطعة أرضية محددة وبناء مقر للسفارة فوقها، إضافة إلى تمتعه -رفقة الموظفين الذي يشرف عليهم ومبنى السفارة وبريدها والسيارات الخاصة بها- بالحصانة الدبلوماسية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى