الآن صرت أحب لثغتي

سهام الدغاري  | ليبيا

ليس ثمة أشرس من حرفٍ يشطر رقيق لغتك نصفين
ويجلس بعدها ليلعق كل نصفٍ على حِدَة مزهواً بعدم اكتمال استدارته
فعند آخر السور القديم
يترقب وصولك
ليخبرك بأن هذا الاحتماء لن يؤمَّنْ خطوك
وفي الروح
يمسك بزمام أولها
مستمتعاً بوحوحات ارتجافها
ولايكف عن تقشيرها
حتى يصل بها لآخرِ العُرِي
ثم يكمل طريقه بحذر ليتركها تحاول القفز داخلها مجدداً
وفي الخير والشر يوحد النهاية بحرفية
ويجعل مابينهما يُرجعك لألف احتمال
حتى إذا آمنت الجانبين
أسقطك في جُب الغواية دون أن يسيل له جفن
وفي النار كما في النور
يغريك وهجه
فتلعن الظلماء
وانكسار الظل
والشمس إذ تواطأت مع ليلك
فتقرر أن تباعد مابين أضلاعك
مشرعاً للنهار صدرك
حتى إذا مازفرت زفرتك الأولى
قادك للعدم
***
حدث ذات جنون
أن راهنت على اعتياد نطقه
حين رأيته يتوسط اسمك
أفرغت رأسي من كل الحروف
وقمت بشنق لساني
وأنا أتمتم … انطقها
انطقها يا ابن الناشز واحترف الخضوع
انطقها
انطقها
انطقها
إلى أن رفعتك لقمة قِلاعي
فهويت بي لغورك السحيق 
***
الآن صِرتُ أُحب لثغتي

#سهام / 9/ فبراير
من الأرشيف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى