الحوقلة علاج ناجع للبلاء والوباء

دكتور عادل المراغي| أكاديمي وأديب مصري
( لاحول ولاقوة إلا بالله ) ذكر جميل جليل ، قليل المبنى عظيم المعنى من جوامع الذكر ، يحمل بين طياته التوحيد والإجلال والتوقير والتوكل والاستعانة والاستسلام والإنابة والخضوع لله سبحانه وهو كنز من تحت العرش و غرس من غراس الجنة ، وباب من أبوابها وكنز من كنوزها .
والحوقلة ما قيلت علي قليل إلا كثرته ولا فقير إلا أغنته ولا ضعيف إلا قوته، وما قيلت في هم إلا فرجته ولا مريض إلا شفته، هو دواء من سبعين داء أيسرها الهم والغم كما قال ابن مسعود رضي الله عنه.
والحوقلة تنسف جبال الهم نسفا فتذرها قاعا صفصفا فهي الناسفات للموبقات والمكفرات للسيئات، والمنزلات للبركات، ودافعات للبليات والمصيبات،
و(لا حول ولا قوة إلا بالله ) بها ينصلح الحال وينشرح البال وتحمل الأثقال وتدفع الأهوال ويرضي ذو الجلال
و( لاحول ولاقوة إلا بالله ) ، هذه الكلمة وذلك الذكر العظيم أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم فى أحاديث متفرقة
فقد قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها
( كنز من كنوز الجنة) ( و غرس من غراس الجنة )
(كنز من تحت العرش)
فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (يَا عَبْدَاللَّهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلَا أَدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الْجَنَّةِ؟ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ). مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
و سبب ذلك أنّها اسْتسلام وتفويض لله تعالى، واعتراف بالإذعان له ، وأنّه لا مدبر غيره ، ولا رادّ لأمره ، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر.
وإذا قال العبد لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله تعالي لملائكته (أسلم عبدي واستسلم).
معناها:
اختلف العلماء في معني ( لا حول ولا قوة إلا بالله)
فقيل أي (لا تحول عن معصية الله إلا بعصمة الله ولا قوة على طاعة الله إلا بعون الله ) .
وقيل أي (لا تحوّل للعبد من حال إلى حال ، ولا قوة له على ذلك إلاّ بالله لا تحول من المرض إلي الشفاء ولا تحول من الضعف الي القوة ولا تحول من الفقر إلي الغني ولا تحول من المعصية إلي الطاعة إلا بالله
وقيل ( لا حول ولا قوة إلا بالله ) كلمة استعانة وتوكل فى كل الامور الحياتية.
مواطن تستحب فيها الحوقلة
١- عندما تهم بالصلاة وتسمع النداء بحي على الصلاة حي على الفلاح تقول ( لا حول ولا قوة إلا بالله )لأن الذي أذن لك و حولك من أماكن اللهو إلي بيته وساقك إلي الصلاة هو الله وهو الذي أقامك بين يديه واستضافك في بيته وفتح لك أبواب رحمته وخزائن مغفرته
٢- وإذا خرج الرجل من بيته فهو مطالب بالاستعانة بالله حتي يكون لهذه الكلمة تأثيرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا خرج الرجل من بيته فقال : بسم الله ، توكلت على الله ، لا حول ولا قوة إلا بالله . قال : يقال حينئذ : هديت وكفيت ووقيت ، فتتنحى عنه الشياطين ، فيقول شيطان آخر : كيف لك برجل قد هدى وكفى ووقى ؟ )رواه الترمذي
٣- عند دخول المنزل
فمن السنة إذا دخلت منزلك أن تردد هذه الكلمة ،قال تعالى:(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ)
قال الإمام مالك (جنتك أي بيتك أيضاً)
٤- وعند رؤية شئ يعجبك في مالك أو أولادك قال تعالي (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لاقوة إلا بالله.)
ولله عز وجل في كل طرفة عين ألف ألف فرج،غوثه في لفتة النظر فرجه في لمحة البصر ( كل يوم كل في شأن) يعز أقواما ويذل آخرين،يمرض اقواما ويصح آخرين، يحيي أقواما ويميت آخرين ،يرفع أقواما ويخفض آخرين، وكل مافي السماء والأرض له تحول من حال إلى حال ، وذلك التحول لا يقع إلا بمعونة الله وقوته
ومن عجائب الخوقلة أنها سبب لحمل العرش كما في كتاب الوابل الصيب لابن القيم( لما خلق الله العرش قال للملائكة احملوه قالوا يارب مالنا به طاقة( أي لانستطيع )فقال الله عز وجل قولوا لا حول ولا قوة الا بالله فقالوها فحملو العرش فهو محمول إلي يوم القيامة بلاحول ولا قوة إلا بالله )
فلنكثر من هذا الذكر العظيم حتي تنقشع سحب الوباء ونطرد جيوش البلاء ونبدد كتائب الهموم وطلائع الغموم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى