أدب

تأويل

شعر: مروان عياش | سوريا – الإمارات

الهوا يا غريبَ الأطوار
يا سافرَ السماء كافراً بالسكون
أيها المنتشي بانفلاتِه
حراً و مجنون
يا راقياً أزاهيرَ الوجودِ الأخضر
حفيفاً غامضَ النشوء
بوحٌ ينفضُ عن الزرقةِ عبءَ الغبار
هائماً في سهول القراءاتِ
يفرد أشرعةَ المراكب
إلى حيثُ لا تَهدأ الحروفُ
ولا تُهانُ العبارات
والماءُ اليقين
يَنصتُ للتمتمات
في حَضرةِ الخلق
مُتضرعاً
يتعلمُ كتابةَ الهواء
تَقليبَ الأحوالِ بين الصفات
موجٌ و سَحاب
مِلحُ الأديم و رِضا السماء
رَقرقةٌ عذبةُ الوصال
خريرٌ ساجدٌ ما ابتهلَ الهوا
الماءُ عَودُ البدءِ في إيقاعاتِ الخِلاف
نسيمٌ هذا الهوا كلما تَأوهَ الماءُ
اشتكى …
بَكى الفراق…
نَادى من وراءِ السديم
أيها المشاءُ في أنفاسِ الوجود
الخاطرُ في لحظاتِ العبث
أينَّ المستقر
ما دامَ العراك
هكذا… عناقٌ
ثم انعدامٌ و فناء
الترابُ… التراب
يا ذا الخبرِ الأخير
الماثلُ في كل الحُطامات
الناهي للتفاصيل بشراهةٍ
يَستلذُ بها
يمضغها فكرةً شابةً
تَذوبُ بين أحزانه
تلك الصورةِ الأنيقة
يَحبسُها ذكرى مُرُّه
في غَياهبِ التأويل
التراب
أيها الآدميُّ السحيق
المُشتهي دوماً
خَلطَ الجذورِ بالخرافات
والإحالات
يا ذاكَ الخبر الأكيد
والنارُ
زمنٌ مغمورٌ بالهيئة
وقتٌ في ذاتٍ عابثةٍ بالمقادير
تُهيكلُ وجهَ ذاك العجين
وجهَ الكيانات
النار بنتُ إلهٍ مدللة
نَزِقةٌ من كل الإحاطات
رحمٌ من رماد
الهوا في قلبها جمرةٌ
وعلى خَدها يَتبخرُ الماء
يبقى الترابُ الأخير
يَحبسُ في قلبه
صورةً أنيقةً
ذابتْ في غياهبِ التأويل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى