مَوْسِقِ الـ آهَ

رمضان زيدان | شاعر مصري – ليبيا

مَوْسِقِ الــ آهَ كي يطيبَ الغناءُ

يا فضاءً يضيق عنه الفضاءُ

لا لنشقى بعزفنا قد عَزفنا

بل لنبقى لحين يفنى الشقاء

واقفٌ خلف بابِ ليلَِك صُبْحٌ

فاضربِ الباب يحتضنْكَ الضياءُ

أنت أدرى بملحِ دمعِكَ منهم

فاشربِ الحزنَ يُقْهرِ اللؤماءُ

المساءاتُ نُصْبَ عينيكَ فاخترْ

ما سيبقى إذا توارى المساءُ

أنت كالحُزنِ – مُذْ ولدتَ – كبيرٌ

فاخْشَ بالوقتِ يصغر الكبرياءُ

شأْ حياةً وأدركِ العيشَ عَفَّاً

إنما الموتُ أنْ يموتَ الحياءُ

يا حُسيناً يقدُّه الحزنُ سيفاً

كفكفِ الدّمعَ كلُّنا كربلاء

كلَّنا أبكتِ الحياةُ طويلاً

ليس يفنيكَ لو يطولُ البكاء

لك من دهركَ الـ يقولُ نبيٌّ

ولدى الفعل يحضر الشُّعراءُ

أنتَ مَنْ أنت مِنْ بُكاءِ وَلِيٍّ

حين ماتت بعينه الأهواءُ

لست تحسو كؤوس حزنك فرداً

مِن زكاةٍ وجُلُّنا فقراءُ

لك كأسٌ ونقصها لكَ حاكٍ

يحْقر العيش إن تنل ما تشاء

فارضَ حيناً وأظْهِرِ السخْط حيناً

ضِنَّ وقتاً يشقى به الكُرماءُ

مُرَّ كالنهر يقطع الأرض سكْرَاً

إذ سيشقى إنِ استفاق الماءُ

زفرةٌ منكَ يا غريبُ وجهلاً

تبتغي أن يضمَّكَ الغُرباء

زفرةً بعد زفرةٍ وجميعاً

سوف ندري بأننا جُهلاءُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى