قافلة النور المقدس

د. إيهاب بسيسو | فلسطين

يذهبون إلى الشهادة واثقين بانتصار العدالة في الحلم الشخصي والرؤية الوطنية.. لهذا تجدهم أكثر ثقة في الحديث عن الفجر والحرية، أكثر انسجاماً مع تضاريس الجغرافيا في الصور، واضحين غير مرتبكين في الذاكرة، لهم لغة بسيطة وعفوية في آن غير أنها أكثر عمقاً ودلالة من دراسات متخصصة حول علم النفس الجماهيري وسلوك المجتمعات البشرية وتداعيات الاستعمار …

هؤلاء الذين يشكلون قافلة النور المقدس الفلسطينية الخارجة من بلاغة الذاكرة الوطنية والمستمرة في تعاقب الأجيال على الحكاية …

نهاد البرغوثي أحد هؤلاء الذين اختصروا عمرهم البشري ليعلنوا استمرارهم المقدس في الحياة الأبدية …

في الجنازة …

كانت نساء القرية يهتفن للشهيد وكان الرجال كما الشباب يحملون النعش على الأكتاف بثقة مطلقة بأن نهاد لن يغيب عن قرية النبي صالح، لن يغيب عن قرية كفر عين …

لن يغيب عن فضاء الذاكرة الفلسطينية والحكاية المستمرة كأحد هؤلاء الذين يعلموننا كل يوم درساً جديداً في صمود يشبه المعجزة …

لهذا السبب لا نمل من تكرار الحديث عنهم بل نزداد حرصاُ على تكريس أسمائهم في النصوص والذاكرة والحكايات الشعبية كي لا تنجح ماكينات العتمة الوظيفية في استحداث ضباب صناعي يحجبهم عنا أو يحجبنا عنهم فترتبك ملامحنا ويرتبك الوقت، الوقت الذي ما زال ينبض في عروقنا حياة لا تعرف الهزيمة …

المجد لنهاد البرغوثي

المجد لشهد اء فلسطين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى