نجاح حزب شعب الإله العظيم!
توفيق أبو شومر
اغتِيلَ مائير كاهانا، مؤسِّس حزب كاخ العنصري، أو طاخ، في نيويورك عام 1990م، لكنه استطاع أن يُخرِّجَ جيلا عنصريا من أكاديميته، ظلَّ خريجو أكاديمية، مائير كاهانا، كامنين، يخططون، يتربصون إلى أن حان الوقت لتحقيق حلمهم المتمثل في؛ طرد الفلسطينيين من أرضهم لتحقيق حلم؛ دولة اليهود فقط!
أصدر زعيم حزب كاخ، مائير كاهانا، كتابه العنصري المشهور: (يجب أن يرحلوا، They Must Go) الصادر عام، 1980م، للأسف لم يُترجم هذا الكتاب إلى اللغة العربية، بدأ كتابه بذكر (الإرهاب العربي) في إسرائيل، اختار في صفحات الكتاب الأولى نموذجا للإرهاب وهو؛ (يوم الأرض)، قال في صفحة 3 من كتابه: “في 30 مارس 1976م التاسعة صباحا، أقدم سكان سخنين، وهي قرية عربية نموذجية تتمتع بحياة رغيدة في ظل إسرائيل منذ عام 1948م، ففي كل بيت كهرباء وماء، في القرية مدارس ومنتزهات، على الرغم من ذلك خرج من هذه القرية أكثر من ألف في الشوارع، يهتفون: فلسطين، بالدم بالروح سنُحرر الجليل، في مواجهة عدد محدود من الشرطة، أمطروا الشرطة بالحجارة، وقنابل المولوتوف، أحرقوا سيارات الشرطة، صرخوا في وجه رجال الشرطة قائلين: اذبحوا اليهود، اخرجوا من فلسطيننا، انتشرت المظاهرات في معظم القرى العربية، قتل ستة من العرب وجرح 35 من رجال الشرطة”
عَمِدَ، مائير كاهانا، إمعانا في تضليل القارئين، إلى إغفال سبب هذه المظاهرات، فقد كان سببُ هذه الانتفاضة مصادرة أكثر من واحدٍ وعشرين ألف دونم من ممتلكات الفلسطينيين، وإنشاء مستوطنات يهودية على أنقاض ممتلكات الفلسطينيين، تحت شعار تطوير الجليل!
أما أبرز تلاميذ هذا الحاخام فهو العنصري، متشل بن آري، ومساعده نجم حركة كاخ الجديد، إيتمار بن غفير، الذي أصبح عضو كنيست، من حزب (العظمة اليهودي) المندمج مع العنصري بتسئليل سموترتش، (الحزب الصهيوني الديني) للتعمية على كلمة حزب (عظمة إسرائيل) أي حزب شعب الله العظيم، هذه التعمية خطط لها، مايسترو السياسيين الإسرائيليين، نتنياهو!
استطاع تلميذ كاهانا، المحامي العنصري، وعضو الكنيست 24، إيتمار بن غفير، تأسيس مدرسة إرهابية في إسرائيل، مكونة من؛ (جماعة لهبا) أي مجموعة اللهب لحرق العرب، وهي مختصة بمطاردة كلِّ فتاة يهودية تعشق فلسطينيا، أو تتزوج منه، هذه الجماعة لها ميليشيا لقمع وضرب الشبان الفلسطينيين وإرهابهم في كل مدن إسرائيل، كما أنهم يقومون بخطف اليهوديات ممن تزوجنَّ من فلسطينيين بإرداتهنَّ!
تتكون مدرستُهُ كذلك من، إرهابيي، دفع فاتورة الثمن، حارقي عائلة الدوابشة في قرية دوما 2015، ومن زعران التلال، ممن يحرقون المزارع والمساجد والكنائس، وعلى رأسهم الإرهابي، بنتسي غوبشتن!
إن شرعنة هذا الحزب العنصري هو المرحلة التالية في مستقبل الصراع مع أصحاب الأرض الفلسطينيين، بعد قانون القومية العنصري، فهو مؤشِّر على وصول هؤلاء المتطرفين إلى تأسيس دولة اليهود فقط، وهو شعار حركة كاخ: “إما أن يُغادر كلُّ العرب إسرائيلَ بمحض إرادتهم، مع منحهم مكافآت، وإما أن تُنزع هُوياتهم، ويغادروا مجبرين”!
لن يكتفيَ إيتمار بن غفير بطرد الفلسطينيين، ولكنه سيطرد أيضا (الغوييم، ممن ينطقون العبرية) أي اليساريين الإسرائيليين، لذلك فإن انتخابه في الكنيست أشعل الضوء الأحمر أمام كثيرين من الإسرائيليين، منهم الكاتب، يوآف إندي حين قال، يوم 21-3-2021م: “تخيلوا أنَّ إيتمار بن غفير، الذي جلبه، نتنياهو، للساحة السياسية أصبح رئيسا للكنيست، أو رئيسا للجنة التشريع والقانون، أو رئيسا للجنة التعليم، ماذا سيحدث لإسرائيل؟!”
إيتمار بن غفير علامة فارقة وصارخة في تاريخ السياسة الإسرائيلية، وهو نموذج على بُطلان الدعوى المركزية الإسرائيلية، بأن إسرائيل واحة الديموقراطية في صحراء الديكتاتوريات الشرق أوسطية!
يبقى سؤالٌ أخير: “هل يمكن توظيف صعود هذا الحزب العنصري في الكنيست 24 لدحض التضليل وتعزيز مطالبنا وحقوقنا الوطنية الفلسطينية المشروعة؟