يا شيخنا ما الحل؟

محمود عبد العزيز زمو |سوريا

يا شــَــــيْخُ مَـــاذَا يَفْــعَلُ الْعُـشَّاقُ؟!
هُــمْ رُحَّـلٌ حَادِيهُمُ الْأَشْوَاقُ
هُمْ مَعْشرٌ نامُــوا بِحضْنِ وِصَالِهِمْ
وَعَلىَ نَواقِيسِ الفِرَاقِ أَفَاقُوا
مــــاذا جَــــرى بعـشيَّةٍ أو غُــدوَةٍ
لِيَقُضَّ وَصْلَ الْعَاشِقِينَ فِراقُ؟
يا شيخُ ماتتْ في الصُّدورِ خَوَافِقٌ
واغْرَورَقَتْ بِغُرُوبِهَا الْآفَــاقُ
يا شــــيخُ إنَّــا مُتْعَبُـــــونَ وربِّــنَا
وَدِمَاؤُنَا جَفَّتْ فَكَيفَ تُـــرَاقُ؟!
ودُمُوعُنَا كَالرَّافِدَينِ تَرَافَقَا
فِي وَجْنَتَينِ ؛فَغُرْبَةٌ وَشِقَاقُ
يا شيــــــــخُ هَــــلَّا للمـسيرِ نِهَايةٌ
فَــالتِّيهُ طَــالَ ،وَأَينَ ثَمَّ نُسَاقُ ؟
يا شــيخَــنَا ، وَكَبِيرَنَا حَـتَّـى مَـتَى
نَنْـعِي بِـــلَادًا كُلُّـهَا أَعْرَاقُ ؟!
لا حِمـصَ نُورِدُ شِعْرَهَا وَقصِيدَهَا
وَلُطُهْرِ أَرْضِهَا تَنْحَني الْأَعْنَاقُ
لا الــلَّاذِقِـــيَّةُ آذنَــــتْ بِــرُجُوعِـنَا
وَلَنَا عَــلَــــيْهَا الْــعَهْـدُ وَالْمِيثَاقُ
لا إدلــــبًا حتــــى نــــزورَ أميرها
ذا المِحْبَسَينِ؛ فَتُبْصِرَ الْأَحْــدَاقُ
وَنَرَى الْمَعَرَّةَ حَيْثُ وُسِّدَ أَرْضَهَا
فبَــدَا عَلَيْهَا النُّـــورُ وَالإِشْرَاقُ
وَلِنَهْرِ أَرْضِ أَبِــــــي الْفِدَا وَحَمَاتِهِ
هَـلْ ثَــــمَّ دَرْبٌ يَسْـلُكُ الطُّرَّاقُ؟
لِلــــــــــرِّقَّةِ الْغَــنَّاءِ نَالَ وِصَالَهَا
نَهْرٌ كَأَنَّهُ عَاشِقٌ تَوَّاقُ
لِلـــدَّيرِ أَرْخَـتْ فِي الْـفُراتِ جَدَائِلًا
وَبِهِ تُكَــــــحِّلُ عينها فَتُرَاقُ
لِجَـــــــزِيرَةِ الْخَابُــــورِ لِلْمَاءِ الَّذِي
يَسْقِي الْعِطَاشَ نَـمِيرُهُ الــرَّقْرَاقُ
ياقَــــلْعَةَ الشَّــــهْبَاءِ أَطْــفِي قَـيْظَنَا
فَالشَّوْقُ نَـــارٌ تُــصْطَلَى وَتُـذَاقُ
يَا شَــــــامَةَ الدُّنْيَا ،وَسَبْعَةَ أَنْـــهُرٍ
هَلْ مَــاتَ فـِـيكِ التِّينُ وَالدُّرَّاقُ؟
يَاوَادِيَ الْيَرْمُوكِ يَا أَلَقَ الْمَدَى
قَدْ جَازَ فِيكَ الْوَصْفُ وَلإِغْرَاقُ
يا شــــــيخُ مَــــاذَا يَفْعَلُ الْمُـشْتَاقُ
إِنْ بُـلِّلَتْ مِـْـن دَمْــعِهِ الْأَوْرَقُ ؟!
فِــــي لَيْـلَةٍ لَيْلَاءَ كُــــلُّ أَنــــِيسِهَا
قَلَقٌ ،سَـــوَادٌ، حُلْكَةٌ ،إِغْسَـــــاقُ
مِنْ ذِكــــرياتٍ قَــدْ تَلاطَمَ مَوْجُهَا
مِنْ رِيــحِ مَــــوْطِنِهِ وَمَايَشْتَـاقُ
مِنْ مَاضِيَاتِ الْمَهْدِ مِنْ وَلَهِ الصِّبَا
مِنْ شَــــهْقَةٍ لِلْحُبِّ لَيْــسَ تُـطَاقُ
مِنْ خَمْرَةٍ مَازَالَ يَذْكُرُ طَعْمَهَا
بِشِفَاهِ مَــنْ ذَاقُوا الْجَوَى وَأَذَاقُوا
مَايَفْعَـــلُ الْمَسْكُونُ بِالذِّكْـــرَى إِذَا
لَمْ يَبْقَ مـِــنْهَا مَهْرَبٌ وَعِـتَاقُ؟!
أَوْ حَشْرَجَتْ حَتَّى التَّرَاقِي نَـفْسُه
وَالْتَفَّتِ الْأَحْــــزَانُ ثُـمَّ الــسَّـاقُ؟
تَعِبَ الْهَوَى ،والْمُتْعَبُونَ قَصَائِدٌ
وَالنَّاسُ حِينَ سَمَاعِهَا أَذْوَاقُ
تَعِبَ الْهَوَى وَالذِّكْرَيَاتُ دَفَاتِرٌ
لَمْ تَرْتَوِ، وَاسْتَسْلَمَ الْوَرَّاقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى