شيطان علاء زريفة يظهر في بلغاريا

عالم الثقافة | خاص

صدر أخيراً عن دار الدراويش للطباعة و النشر في بلغاريا المجموعة الشعرية الثالثة للشاعر السوري علاء زريفة و هي تحتوي على ( 22) نصاً شعرياً  تقع في ( 133) صفحة من القطع الأوروبي المتوسط . صمم الغلاف الفنان المغربي نور الدين الوادي.

و الجدير بالذكر أنه صدرت للشاعر سابقاً مجموعتان الأولى بعنوان المسيح الصغير عن دار الدراويش عام 2018 . و مجموعة شوكولا عن دار دلمون للطباعة و النشر في العاصمة السورية دمشق عام 2019. علماً أنه سيشارك ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب هذا العام .

«شيطان» يختلف عن «المسيح الصغير» – وهو الديوان الأول للشاعر عن الدار البلغارية نفسها – الذي يبدو دعوة للثـــورة بمعناها الخاص والفكري واستخراج المدلول من وحي الكلمة التي تحيي وتميت. ومخالفاً لـ»شوكولا» – الإصدار الثاني عن دار «دلمون» للطباعة والنشر في دمشق عام 2018 الذي كان فسحة ضوء أخيرة في سرداب عالم يبدو أنه نزع ورقة التوت الرومانسي.

تاب «شيطان» يستقي من فعل الرفض الثوريّ جدواه المحاكية لواقع بائس مخلوق على الخطيئة واللعنة المسبقة. ويحاول أن يقدّم نصوصاً أشبه بالصفعات المدويّة التي تنتهي بارتكاب الجريمة الإبداعية الأجمل بقتل الآب ببعديه المادي والمعنوي، محاولاً الاتكاء حسب آرثر رامبو على جماليات القبح وأنسنة الموجود أو «الديزاين»  الكائن الإنساني، وتقديسه على حساب السماوي الذي مات واندثر من دون أن يدّعي معرفة ثابتة مطلقة ولا أن يكون تطهيرياً بالمعنى الأرسطوي أو انفعالاً تسجيلياً لمصير مأساوي لبطل تراجيدي، بل التطهير الذي ينجم عن مشاهدة العنف يشكل عملية تنقية وتفريغ لشحنة العنف الموجودة مما يحرّره من أهوائه، ويبث فيه روح التغيير الواعي، الذي يعزّزه الحضور الجمعي لذوات متعدّدة حرة ويحاول أن يرتدي قناع الفطريّ العنيف.

و من أجواء الكتاب

شيطان بريء..

يحتلمُ في الرؤيا نهمي القديم

يأنُّ من  جرحِ فحولته العطشى

يضلُّ إلى غيرهِ في الطريقِ إلى نفسه

يقّلُّ في موته البطيء نقي بشارته

فلا هو الحي ليتذكر ما هو

و لا هو الممسوح من ألفِ أوله

 حتى ياء عاطفته

واسميها القصيدة،

ولا اسم لها

هي هي لا أكثر ولا أقل

اتهجأ في خطوط الدم بين أصابعي

هذا قلبي لا شيء أوضح

عرفته جامحاً و مفترساً و ماجناً

فآنى له التهلكة

ولا ريح تقودهُ إلى عسله

و لا غمد يرجعها انقضاء حاجته من الآزل

و عبودية النفس للنفس.

أنا من يدخل جنونه المفرد

أكتبُ لأعرف أيّ الوثنين أطولْ

وهمي القاصرُ عن بصيرتي الساكنة كالطاولة بين جسدين يحترفان الصمت الثقيل.

أم ذاتي المنتهية في ذاتها

حين يكفُّ ذكر الحمام عن هديله

ويترك عضوه الصغير في زغب طفولته

وأكتبُ لينقص الليل بيننا

لئلا تفرَّ اللحظة مني

على السرير البنفسجي حديقة مشاع للزاهدين من موشح الليل الطويلْ.

فيالفداحة الغناء..

يالفداحة الغناء حين نمّدُ يدّنا الساق زماناً قصيراً

فلا نطأ أرض بكائنا إلا وحيدين كالأشجار على قارعة الدرب، ولا درب إلى الدرب والسرير منفى جاهزٌ لمن يلتقيان بُرهة، وبُرهةً يمضيانْ

ولا شيء يذكرْ

ولا شيء يذكر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى