ضوءُ النَّجم

عقيل حاتم الساعدي-العراق

تنوحُ حَكايا الصحوِ من فيه والحُلمُ
ويَخرُجُ من صمتٍ به قد طغى النَّظمُ

تَسُحُّ دموعُ العينِ فوقَ خدودِهِ
يئنُّ ويشكو: حالُ غربتِنا يُتـمُ

يسيرُ إلى البيداءِ من غيرِ أعينٍ
ويَرسُمُ ضوءًا فوقَ رملِ الفلا نَجـمُ

رأيتُ من الدنيا عجائبَ سرِّها
ويشدو لسانُ الحالِ ما همَّني هـمُّ

طرِبتُ ولم أسمع قصيدًا عن الهوى
سكِرتُ وما دارت كؤوسٌ ولا كَـَرمُ

نظنُّ بأنَّ الدربَ من غيرِ وِجهةٍ
وكلُّ مساعي المرءِ في غفلةٍ وهـمُ

فلو أنَّ عبدًا في شفاه الهوى هوى
لَما مسَّهُ في الحبِّ حُزنٌ ولا غـمُّ

ولو أنَّ طيرًا من مياهِ الندى دنا
لَما صابَهُ غدرًا على أضلعٍ سهمُ

كأنَّ جميلَ الشعرِ من ثغرِهِ غِنا
يردِّدُ قولًا فيه للسائلِ العِلمُ

أراهُ ببطنِ الحوتِ بالحقِّ لاهجًا
ويستغفرُ الغفّارَ مُذ نابَهُ سُقمُ

أخذتُ حروفي من نداءٍ بظلْمةٍ
فلن يُرفَعَ التسبيحُ إن رحلَ الفهمُ

وأُدني حكيمًا جاءَ عنديَ ناصحًا
وأَبعُدُ عن نصحٍ إذا قالَهُ خَصمُ

وأغدو لحُسنِ الحرفِ والحقِّ سامعًـا
فلا تنفعُ الآيــاتُ مَن نابَهُ صَـمُّ

وأَعقِلُ بيتَ الشعرِ بالنورِ والهدى
وإنْ تُطرِب الأبياتُ قد غالَها الإثمُ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى