محمد عليبة | مصر
أملَتْ ملوكُ الجنِّ شاردَ حرفِها
فعصرتُ من خمرِ البيانِ حلالَـهْ
//
ما كانَ هوميروسُ أعظمَ كاتبٍ
لو لم تكنْ يونانُهُ مختالَةْ
//
لكنَّ لي سبقاً عليهِ فإنني
عانقتُ في ولادةٍ أطلالَهْ
//
الليلُ يكتبُ بالمآسِي رحلةً
و يدُ النهارِ تذودُ عنهُ بسالَةْ
//
أشعلْ بخورَ الفاتحِينَ كرامةً
أصلٌ كريمٌ ما غَزتْهُ نذالَةْ
//
أذِّنْ هنا (المضمار) أمنعُ قلعةٍ
فالكلُّ يحيِي بالأذانِ بلالَهْ
//
أذِّنْ و ضاعفْ أجرَ أعظمِ مازنٍ
واتلُ القُـرَانَ مجوداً بإمالَةْ
//
ملكَ الصباحِ الهاشميُّ قلوبَهُم
متواتراً ما عدَّدوا أفضالَهْ
//
لانُوا لجنبِ اللهِ لينَ توددٍ
واستمسَكوا بالحقِ خيرِ رسالَةْ
//
مدحِوا مِن المعصومِ أطهرَ مَن دعَا
فإذا بِهِم قلباً يعظِّمُ آلَـهْ
//
بلِّـغْ سلامِي للحبيبِ فليتني
قد كنتُ تُربَاً حيثِّ حطَّ نعالَـهْ
//
صبتْ كؤوسَ الحبِّ مسقطُ ألفةٍ
و تناوبتْ كأسَ الولاءِ صلالَةْ
//
أمسَى لها قابوسُ أولَ عاشقٍ
وهبَ الربوعَ الأمنَ خيرَ كفالَةْ
//
أنعِمْ بدارِ البوسَعيدِ غضافِرا
نقشُوا على التاريخِ دربَكَ حَالَةْ
//
يا بنتَ بحرِ الخالدينَ ، ألَا انْعمي
، ، فالكلُّ يُحسِنُ ها هُنا اسْتهلالَهْ
//
مَن أدمنَ المجدَ التليدَ سعَى لهُ
وأحبَّ في أيّامِهِ إيصالَهْ
//
سبعونَ لؤلؤةً تغازلُ جيدَها
لتُزيحَ ألفَ ضلالةٍ و ضلالَةْ
//
فيدِي سريرُ الشمسِ خلوةُ ناسكٍ
طافتْ لعينِ المشتهَى جوَّالَةْ
//
ابنُ الحضاراتِ العظيمةِ ساكبٌ
حدَّ اكتفاءِ الشاربينَ ثُمالَـةْ
//
قدراً أتيتَ بِحكمةٍ متوشِّحا
عزَّ الذي وهبَ الإلهُ نوَالَـهْ
//
النورُ خطَّ منَ الصحيفةِ حرفها
و الصدقُ زكَّى يا عُمَانُ الحالَةْ
//
في جبهةِ الأشرافِ وجهُكَ ساطعٌ
فنَراهُ مزهوَّا يسوقُ كمَالَـهْ
//
و معِي على آيات نبلِكَ منطق
يسقِي العقول دِلالةً فدِلالةً
//
وطنٌ سمَا بالحبِ خيرِ رسالَـةْ
قُـرَنّ الجلالُ مع الجمالِ مقالـةْ
//
متأهبٌ بالسِّلمِ درعا واقيا
ومُحطِّـمٌ بالعلم كل جهالَـةْ
//
يقِظٌ بذاتِ النورِ يغزلُ حلمَهُ
متريثٌ ما أرَّقتْـه عُجالَـةْ
//
ألِفَ السماحةَ و البشاشةَ راغبًا
و سقَى الكرامةَ و الوفاءَ مِثالَةْ
//
طاب المربِّي و المربَّى و الذي
يكسُو البلاد مهابةً و جلالةْ
//
يجنِي الحضارةَ من سواعدِ أمةٍ
شربتْ حليبَ المُترعينَ أصالَـةْ
//
يممْ يراعَـكَ نحوَ شطِّ مودةٍ
و اطرحْ همومكَ إنّها قتَّـالَـةْ
//
مشكاةُ هذا الليلِ وجهُ مرابطٍ
فوق العرينِ مدِثرٌ أشبالَـهْ
//
القلبُ في قلبِ الجنوبِ مرابطٌ
و يدٌ تباركُ بالجمالِ شَمالَـهْ
//
وطنٌ أتمَّ البدرِ فيه مناسِكا
و أباحَ روحَ الحالِمين خيالَـهْ
//
الشمسُ أختُ العابِرينَ بأرضِه
و المَجدُ يتْلو للسَّنا مَوَّالَـهْ
//
ركِـبُوا سفينَ الخالِدين فأبحَروا
الزادُ تقوَى ، والفضيلةُ هَالَـةْ
//
رهْـطٌ منَ النُـسَّاكِ زُمرةُ ماجدٍ
ربُّوا على حفظِ العهودِ رِجالَـهْ
//
عيدٌ أطَـلَّ معَ الحقيقةِ بيِّنَـاً
نورٌ يشعُّ المجدَ ، ينشرُ فَـالَهْ
//
عهْـدٌ منَ الألقِ المداعِبِ صفحةَ الْـ
وجهِ الذي كرِهَ الدجَى فأزالَهْ
//
خَمسونَ إلَّا واحدًا متأهبٌ
عِند الشدائدِ قد أباحَ حبالَهْ
//
لو كانَ ذاكَ البدرُ بُغيةَ أهلِهِ
لأعدَّ جيشَ الصابرينِ و نالَهْ
//
عصفورُ سلطنةِ الهدايةِ آمنٌ
و بكلِّ رابيةٍ تحجُّ جمالَـةْ
//
سكنَ السلامُ علَى روابِي عِزِها
لكأنَّ زيتونَ الصَّفا أوحَى لَهْ
//
غرسْ ابنِ ماجدٍ اِلعظيمِ شراعُهُ
يهدِي شريدًا قد أضاعَ رحالـَهْ
//
و يدُ الفراهيدِيِّ ترسمُ نقشَها
بحرَ المجازِ مقالَةٌ فمقَالةْ
//
في ساحةِ التاريخِ تثبتُ روحُهُ
لمَّا بدتْ رُوح الدُّنا جفَّالةْ
//
ساسوا البحارَ على يقينِ علومِهم
في رايةٍ أبتِ السقوطَ جلالَةْ
//
مالتْ لهُ حينَ استمالَ قلوبَهم
فأحَلها قدرًا يعظِّـمُ حالَـهْ
//
فرسانُه صَفّوا الصفوفَ تأهبَّـا
فسعَى اللواءُ لأجدرِ الخيالَةْ
//
خلعَ العباءةً حاملا وجهَ الذي
أرسَى الدعائمَ هِـمَّةً و نبالَةْ
//
مستسلِما للحقِ صافحَ قلبَهُ
صبرُ الرجالِ مجابهٌ أهوالَـهْ
//
في البيضِ شاءَ اللهُ يسعَى موكبٌ
نحو السَّما أمَلا تُجيبُ سؤالَـهْ
//
بالفضلِ طافَ الأرضَ يحرسُ ينعَها
و ملَا مِن الذكرِ الرفيعِ سلالَهْ
//
أبلغْ اميرَ الشعرِ أنَّ قصائدي
جعلتْ على وجهِ الحروفِ هلالَـهْ
زر الذهاب إلى الأعلى