مساكب الضوء

الشاعر عبدالكريم سيفو |سوريا

 

حقلٌ أنا , وقصائدي خضراءُ
وأصابعي خزفيّةٌ بيضاءُ

وسماء شِعري بالغيوم تلبّدت
من رحْمها تتوالد الأنواءُ

ومساكبٌ للضوء أزرعها هوىً
فتصير حبلى , والجنين بهاءُ

فهنا على سُرَرٍ تنام قصيدتي
وهناك تولد خمرةٌ صهباءُ

وبتخت فاتنةٍ تفيق فواصلٌ
وعلى الأرائكِ يستحمّ رواءُ

تتعانق الأرواح عند غوايتي
والريح من نزق الهوى هوجاءُ

فقصيدتي امرأة تميس بغنجها
من ثغرها تتدفّق الأدواءُ

نهدان من عاجٍ كما أيقونة
فُتِنت بها الأشعار , والشعراءُ

من شَعرها جَدلتْ نجومَ مدارها
منها تغار كواكبٌ , وسماءُ

وبنت على كتف الخيال قصورها
فنما بها الياقوت , واللألاءُ

صعدت طيور حروفها, وتموسقت
فكأنّها المعراجُ , والإسراءُ

فإذا سكبتُ الضوء فوق مفاتنٍ
لا بدّ يثمر بينها الإغواءُ

وإذا الحروف همتْ بصحرا غادةٍ
لتفتّقت , وبها الزهور نماءُ

حوريّةً تغدو بحبر صبابتي
ويغار منها في البهاء ضياءُ

فكأنها خُلِقت لتشعل خافقي
وإذا هي اشتعلت كأني الماءُ

أنا غابةٌ مملوءةٌ بعنادلٍ
في كلّ غصنٍ أورقت حسناءُ

بحرٌ , ويُغرق لو يثور سفائناً
لكنما قد أغرقتْه نساءُ

عبد الكريم سيفو – سوريا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى