تغمرني الخزامى
رفعت زيتون | فلسطين
طلبتُ الشّعرَ كيْ ينسابَ وصفًا
. . فما بلغَ القريضُ مرادَ وصفي
فأنتِ البدرُ طيفُكِ ذو هلالٍ
. . إذا هلَّ الهلالُ يذوبُ طيفي
وحينَ أراكِ ألمحُ فيكِ وردًا
. . ويخطفني عبيرُكِ رغمَ أنفي
فلا أشتمُّ غيركِ ثَمَّ عطرًا
. . وغيركِ لا يرى في الأفقِ طرفي
هناكَ على ضفافِ الوجهِ شقٌّ
. . يعيقُ تقدّمي وجنونَ زحفي
رضابُ الشّهدِ في ثغرٍ تراخى
. . يراودُ لهفتي عن ثغرِ ضعفي
فيغمرني الهيامُ أصيرُ شِعرًا
. . هواكِ قصيدتي والعشقُ حرفي
أيا لحنَ المساءِ وصوتَ همسي
. . تزورينَ النّهى فيثورُ عزفي
ويطربني هديلُكِ في مسائي
. . فيصبو للترنّمِ نايُ جوفي
سألتكِ والصبابةُ بي أحاطتْ
. . بربّكِ يا يمامةُ لا تكفّي
أنا المفتونُ جافى النّومُ عيني
. . وقدْ أسرَتْ نجومُ الحبِّ سقفي
فبتُّ مؤرُقًا في سهدِ ليلي
. . متى ليلي يزولُ وعتمُ لهفي
إذا هبَّ النّسيمُ نداكِ يسري
. . كوشمٍ ظاهرٍ في بطنِ كفّي
أقبّلهُ فتغمرني خزامى
. . شذاها فاحَ قُدامي وخلفي
أنا المأسور في مقلٍ تراءتْ
. . كنجماتِ السّما في ليلِ صيفِ
وأجفانٍ يحيّرني هواها
. . فتبديه سريعًا ثمَّ تُخفي
إذا عيناكِ جرّتني لحربٍ
. . أجيئكِ تاركًا رمحي وسيفي
وليسُ الجبنُ يرغمني ولكنْ
. . أنا في الحبِ أعشقُ منكِ عسفي
فليسَ سواكِ يطلقني سناها
. . وليسَ سواكِ يحبسني بكهفي
كأنّكِ قدْ سلبتِ الذّاتَ منّي
. . هنا نصفٌ لديّ وفيكِ نصفي
.