الثورة ثورة أخلاقية أيضا
أحمد نسيم برقاوي | كاتب فلسطيني
الثورة ضد الدكتاتورية والاستبداد ،إلى جانب إنها قضاء على نظام سياسي والإتيان عليه من جذوره ،فإنها أيضا ثورة للقضاء على عالم القيم السلبية التي اشاعها النظام الدكتاتوري في المدرسة وفي المؤسسة وفي الشارع في الجامعة في كل مجالات الحياة.
ومن أهم القيم السلبية التي تجذرت في عالم القيم خلال هذه السنوات الطويله:
1-” التقية “
وما يترتب عليها من اخفاء وكبت وظهور كاذب.
2-“العنف”
بكل أشكاله من العنف اللغوي -الشتيمة، إلى العنف الجسدي،مروراً بالعنف الأيديولوجي.
3- “الوقاحة”
بوصفها فقدانا للحياء والذي يؤدي إلى فقدان الضمير.
وكلها قيم سلبية تؤدي إلى موت استقلال الذات ،موت قيمة الإنسان الفرد.موت الإنسان.
ولا شك إن أجيالا عاشت في ظل هذا الدمار الأخلاقي، ولا سيما التي ولدت في ظله وعاشت،لن تفلت من آثاره السلبية بدرجات مختلفة.بل قد تتحول هذه القيم السلبية إلى بنية لا شعورية لدى الفرد.وإعادة الإعتبار لعالم القيم الإيجابية أمر ليس سهلاً .والقيم الإيجابية هي قيم الحرية حيث لا تقية ولا وقاحة ولا عنف بل انتصار للفرد وقيمته بوصفه ذاتاً.
غير إن النخبة المثقفة عليها أن تتحرر هي قبل كل شيء من هذا الخراب الأخلاقي، لأن دورها في البناء الأخلاقي الجديد كبير جدا.أنا لا أعرف ما الطريق إلى ذلك،لكني أعرف شيئا واحدا أن أحدا لا يستطيع أن يعلن انحيازه للحرية إذا لم ينطو هو ذاته على قيم الحرية.
فالثورة هي ثورة أخلاقية أيضاً.