قصائد قصيرة

تركي عامر | فلسطين

 

(١)

كُنْتُ يَوْمًا أجِيدْ

لُغَةً ليسَ فِيها كَلامْ

نازِلٌ كالبَرِيدْ

مِنْ عُيُونِ المَنامْ.

صِرْتُ حُلْمًا يُرِيدْ

لُغَةً ليسَ فيها حَمامْ

طالِعٌ يَسْتَعِيدْ

رِيشَهُ مِن بُطُونِ الغَمامْ.

(٢)

على جِدارِ المَقْبَرَةْ،

فَلْتَكْتُبُوا بِلَهْجَةٍ بَيْضاءْ:

يا أيُّها الأحْياءْ،

العَفْوُ عِنْدَ المَقْدِرَةْ.

(٣)

بَرَدَ الوَقْتُ. غَنَّى:

عَلَيَّ الطَّلاقْ،

قدْ تُطاقُ جَهَنَّمُ. ثَنَّى:

وَأمّا النِّفاقْ،

لَحْظَةً لا يُطاقْ.

(٤)

طارَتِ الشّمْسُ. حَطَّتْ

وَراءَ البِحارْ.

تَرَكَتْني حَزينًا أُغَنِّي:

هَنِيئًا لتِلْكَ الدِّيارْ.

أسْكَتَتْني دِياري،

ركَعْتُ أصَلِّي: إلٰهِي،

أعِدْها سريعًا!

ففي القلْبِ نارْ

لا تغَنِّي،

تُتَمْتِمُ شيئًا مُريعًا:

هُنا (اللَّيْلُ أرْخَى سُدُولًا).

إلٰهِي، أعِدْها

لِئَلَّا يَمُوتَ النّهارْ!

(٥)

أخَذْتُ طَرِيقًا وَئِيدًا.

مَشَيْتُ إلى حَيْثُ ماءٌ وَنارْ.

وَصَلْتُ شَرِيدًا.

قَضَيْتُ النَّهارَ أرَتِّبُ رُوحِي

وَدَفْتَرَ رِيحِي.

رَجَعْتُ وَرائِحَةً مِنْ بَقايا النَّهارْ

على راحَتَيَّ. إلٰهِي!

قَضَيْتُ المَساءَ وَحِيدًا

أفَلِّي القَصِيدةَ: هٰذا لَمِلْحٌ.

وَذاكَ بَهَارْ.

(٦)

شَرِبْتُ ثُمالَةَ كَأْسٍ،

تُخالِفُ رُوحَ العَقِيدَةْ.

ثَمِلْتُ وَنِمْتُ قَلِيلًا،

ذَهَبْتُ بَعِيدًا بَعِيدَا.

كَأَنِّي وَصَلْتُ سَماءً،

بِدُونِ سُطُورٍ جَدِيدَةْ.

سَمِعْتُ حَفِيفًا يُغَنِّي،

لِعَيْنَيْكِ سَطْرًا وَحِيدَا.

سَرَقْتُ. أَفَقْتُ. وَتَوًّا،

رَأَيْتُ الحَفِيفَ قَصِيدَةْ.

(٧)

نَطَقَتْ نَحْلَةْ:

لا أجْمَلَ مِنْ رِحْلَةْ

في شَمْسِ صَباحٍ لا تَهْدَأُ سَطْرًا

بَيْنَ المَحْلَةِ وَالكَحْلَةْ.

وَخَزَتْنِي قافِيَةٌ مُتَخَفِّيَةٌ فَحْلَةْ:

لا تَعْرِفُ ذاكِرَتِي نَحْلَةْ

لا تَبْحَثُ عَنْ نِحْلَةْ.

وَأضافَتْ:

حَتَّى لَوْ كانَتْ قَحْلَةْ.

(٨)

جُزافًا سأذهبُ يومًا

كأنِّيَ ما كنْتُ إلّا زبَدْ.

ولٰكِنْ، برغمِ الرِّياحِ أراني

سأمكثُ في الأرضِ سطرًا

يؤاخِي الأبَدْ!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى