الثريا
روز الشوملي | فلسطين
الثريا كانت أثمن وأجمل ما في الغرفة الكبيرة، وأعطت نوعاً من الهيبة والوقار للغرفة، خاصة أن سقف المنزل كان مرتفعاً. لفتت الثريا نظر الخوري الذي كان يقوم، كما هي العادة في الأعياد، بجولة كي يكرّزَ بيوت الطائفة، وفي كلّ مرة كان يدخل فيها إلى بيتنا، ينظر إلى أعلى ويقول: هذه الثريا تليق بالكنيسة. في النهاية، ضعف أبي أمام الخوري، وغاب عن مشهد النوم تلك القطعة التي لم نرَ أجملَ منها. أحدث غياب الثريا فراغاً في الغرفة الكبيرة؛ وأدْهشني كمْ تغيّر المكان حين انتُزعت منه الثريا. وبغياب الثريا بدا السقف عارياً، وبدت للعيان المستطيلات التي شكلّتها ألواح الحديد التي تسند السقف؛ حتى زوّارنا من الأقارب لاحظوا الفرق بعد غياب الثريا.