مُحبتي الصغيرة

عصام الأهدل

قَالَت : أُحِبُّكَ ، قُـلْـتُ : أَنْتِ صَغِيرَةٌ

وَالْـحُــبُّ لَا يَـقــوَى عَــلَـيــهِ كِـبَــارُ

هُـوَ مِـثْـلُ نَـارٍ لَا يُـطَـاقُ سَـعِـيـرُهَـا

أَوَ تَـصــبِـرِيـنَ إِذَا كَـوَتـكِ الـنَّــــارُ ؟

قَالَت : هَوَاكَ قَد اسْـتَقَرَّ بِـمُـهْجَـتِي

وَعَـلَـيـكَ يَـا رُوحِـي الـفُـؤَادُ يَـغَـارُ

وَأَنَا الَّتِي قَد هِمْتُ فِيكَ وَلَـمْ يَـعُـد

يَخْـفَى الـهَـوَى أَوْ يَـنْـفَــعُ الإِنْـكَــارُ

مُـذْ أَنْ عَـشِـقـتُـكَ وَالـمَـنَـامُ يَنُوبُـهُ

عِــنْــدَ الـلِّـقَـــاءِ بِـمُـقْــلَـتَيَّ شَـــرَارُ

لَا اللَّيلُ يَـحـضُـنُـنِي بِطَيِّ سُـكُونِـهِ

كَـلَّا وَلَـمْ يُــرِنِي الـنَــهَــــارَ نَــهَـــارُ

فَجَـمِـيـعُ أَوْقَـاتِي تَـذُوبُ بِـلَـوْعَـــةٍ

أَبـدَت غَــرَامًــا مَــا عَـلَـيــهِ غُــبَــارُ

قُلْتُ : اهْنَئِي بِالعَيشِ دُونَ مَـحَـبَّـةٍ

وَدَعِـي الـهَــوَى إِنَّ الـهَــوَى غَـــدَّارُ

قَالَت : وَهَلْ لِي مَـهْـرَبٌ يَاسَــيِّـدِي

مِـنْ وَاقِــعٍ حَـكَـمَـت بِـهِ الأَقْـدَارُ ؟

قُلْتُ : اهْدَئِي وَاصغِي إِلَيَّ وَفَكِّرِي

لَا تَــخْــدَعَــنَّــكِ هَــــذِهِ الأَعــــذَارُ

إِنِّـي أَخَــــالُـكِ وَردَةً جُـــــورِيَّـــــةً

سَـيُـصِـبُـهَـا إِنْ لَـمْ تُـحَــاطَ دَمَـــارُ

قَالَت : كَـغَـيـثٍ أَنْتَ لِي يَا فَـاتِـنِي

وَبِـدُونِ مَــــــاءٍ تَـذْبُـلُ الأَزْهَـــــــارُ

قُلْتُ : الهَوَى يُخْشَى عَنِيفُ سُكُونِهِ

وَإِذَا طَـغَـى تَـتَـفَـــاقَـمُ الأَخْـطَـــارُ

وَأَنَــا أَرَاكِ كَـرِيـشَـــــةٍ فَـتَـخَــيَّـلِي

بِالرِّيشِ كَيفَ سَيَفْعَلُ الإِعـصَــارُ !!

قَالَت : لَكَمْ حَاوَلْتُ قَمْعَ مَشَاعِـرِي

وَعَـزِيـمَـتِـي سُـرعَــانَ مَـا تَـنْـهَــارُ

أَوَتَـدَّعِـي أَنَّ الــهَــوَى نَــارٌ فَـقُـــلْ

مَاذَا سَتَحرِقُ فِي الرَّمَـادِ الـنَّـارُ ؟!

إِنِّي أُحِبُّكَ فَـاسْـتَـجِـب لِـمَـحَـبَّــةٍ

سَتَدُومُ حَـتَّى تَـنْـقَـضِي الأَعـمَــارُ

فَـأَجَـبـتُـهَـا : وَاللّٰهِ لَـسْـتِ صَغِيرَةً

بَلْ كُلُّ مَـنْ عَشِقُوا سِـوَاكِ صِـغَـارُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى