تحصيل حاصل
سجى مشعل | فلسطين
نحنُ نتمنّى أن نحصدَ ما زرعناه، القلوب الطّيبة لا تخشى البتّة تصييرَ بداية أفعالها نتائج، لأنّ ما كانت بدايتُه خيرا فنهايتُه خيرٌ كثيرٌ على وجهِ التّحصيل، لكنّني وفي هذه المرة قلقٌ وأنا في حضنِ حلمي، قلقُ لأنّني أشعر بأنّه يبتعدُ هنيهةً بعد تلكَ الخطوة التي تسبقُها، وبأنّ هذه البلاد قلّت فرصُها، واجتاحَها قيظٌ قاتل، ومرضٌ جارف، ووباءٌ هائلٌ، هل ستظلّ البلاد على هذه الحال؟، أم أنّها ستفعل شيئًا لنَجاةِ مَن هم فيها؟ نحنُ لا نجدُ إجاباتٍ جازمة، لكنّ القلقَ يلعبُ دوره بضراوةٍ قوية، وفوق كلّ رأسٍ حزنٌ عتيم، وبالٌ مُوبّخٌ بحشرجةِ الوقوع في أزمة أن يكون الفرد عالقًا بين ما أراده وما هو حاصل، وبين ما كانَه من شخصٍ قديمٍ وما هو كائن، مَن سوف يشتري أملًا وينثره في هذه البلادِ على وِسعها، وَمَن سوف يحلُّ الأزماتِ غيرَ ربّ الأزمات، ونحن بصفتنا بشرٌ ضعفاء لا نملك عدا استخدامِ الأمل والوعي، علينا أن نضع هذين الكَرتَين أمامَنا وإلّا سوف تَلوكُنا أضراسُ المرضِ دونما أن يرفّ لعينيها جفنٌ واحدٌ حتى.