فرار
ماجد الدجاني | فلسطين المحتلة
أفر إلى القصائد من جراحي
ولا يحظى سواها بالبواح
***
بحور الشعر أشكوها همومي
وفوق شطوط شعري مستراحي
***
وأذن الرمل تصغي باهتمام
وتسمع أنَّتي وصدى نواحي
***
رمتني جعبة الدنيا سهاما
فخر القلب مكسور الجناح
***
مهيض الروح مثخنة ضلوعي
رميت بكل أنواع السلاح
***
سهام في الفؤاد وفي الحنايا
ونزف من سيوف أو رماح
***
كأن مصب غدر الدهر عندي
كأن الغم يفرح باجتياحي
***
عجافا مرت الأيام حتى
أطاحت بالحشائش والأقاحي
***
فإن نجت السفينة من عباب
فأين تفر من عصف الرياح
***
غيوم الحب لم تمطر بأرضي
وعم هطولها كل البطاح
***
ولم أر شقوتي في أي سفر
وما كانت على أي الصحاح
***
وقالوا في الهوى تلقى عزاء
وأروعه مع الغيد الملاح
***
فلم أرَ في نساء الكون إلا
إناثا مثل حيات فحاح
***
وكم حاولت ترويض الرزايا
فما افلحت في كبح الجماح
***
وليلي ينزل الأحزان حتى
يقول الفجر حي على الفلاح
***
صروف الدهر لا تنهي خطاها
لدربي في مساء أو في صباح
***
وتسكب في فمي ملحا أجاجا
وتروي الغير من ماء قراح
***
ولا ألقى بهذا الكون خِلاً
يحاول أن يضمد لي جراحي
***
رأيت الناس نحو الشر تمضي
وما اتجهوا إلى درب الصلاح
***
ولم أظلم من بني الإنسان حتى
أريد العفو أو بعض السماح
***
كأن اليوم عندي يوم بعث
يكون المرء فيه غير صاح
***
تعبت وكم أكّتم ما بقلبي
وأستره بألوان المِزاح
***
فهل للنازلات من انطفاء
لأفرح في غدو أو رواح