السيرة الذاتية ليوسف السباعى فى قصصه بين”أبو الريش وجنينة ناميش”
بقلم الأستاذ الدكتور/ عوض الغبارى
بين أبو الريش وجنينة ناميش عنوانقصص تجمع بين ذكريات طفولة يوسف “السباعى”، وبين مسيرة المكان الذى نشأ فيه فى محيط حى “السيدة زينب” بالقاهرة واسمه “جنينة ناميش”. والعنوان مسجوع على طريقة التراث العربى.
والحنين إلى المكان هو الطابع الذى وسم هذه القصص. و”السيدة زينب” هى الحى الذى بعث هذا الحنين، كما رأيناه فى “قنديل أم هاشم” ليحيى حقى.
تلك الأصالة المصرية بعبقها الشعبى الذى يتجسد فى “حى السيدة زينب” وراء هذا الإلهام الفنى الذى يُعَدُّ “المكان” بطله. أراد “يوسف السباعى” أن يكتب سيرة طفولته فى الأماكن الحبيبة إلى نفسه، القريبة من مسكنه فى “جنينة ناميش” مثل “أبو الريش” و”المواردى” و”الخليج المصرى”، وغيرها من الأماكن التى ارتبط بها، كما ارتبط بها المصريون، وعاشوا فى دروبها التى تفيض روحا وحركة وحياة.
كما أراد “يوسف السباعى” أن يقدم ذكرياته طفلا فى هذه الأماكن فى شكل كتاب، لكنه أَحَبَّ أن يسردها فى قالب قصصى ضم اثنتى عشرة قصة أخذت عناوينها من الأماكن التى كانت مسرحا لطفولته.
فالقصة هنا – وسيلة وليست غاية، ولكنها جاءت وسيلة ممتعة، وجولة رائعة فى المشاهد والأحداث والشخصيات التى تجلت فى هذه الأماكن.
وكما وجد “يوسف السباعى” نفسه فى الإبداع القصصى، فقد وجد نفسه، كذلك، فى التعبير عن حياته فى تلك الأماكن التى هفت إليها روحه المصرية الجميلة الأصيلة النبيلة.
فمنطقة “السيدة زينب” هى الروح فى هذه القصص، وهى منبع الفن الذى ألهم الرسام المصرى أبدع الصور من صميم الحياة المصرية.وليس المكان – فقط- هو بطل هذه القصص، بل الإنسان المصرى البسيط الذى يعيش فيه.
ففى “جنينة ناميش”، وهو عنوان القصة الثانية يذكر “يوسف السباعى” شخصا كان يعتبر نفسه “شخصية عامة، يشترك فى كل موكب ويساهم فى كل حفل عام، وكان أكثر ما يطربه أن يمتطى عربة الجوافة، ويقود الجمع الغفير من الصبية معاونا البائع فى صياحه: عال يا جوافة بقرش بقرش الوقة”. وتحفل القصص بمثل هذه الصور الشعبية بمفرداتها، وكدح أصحابها، وما يحملونه من هموم الحياة.
ويغلب هذا الطابع البسيط على شخصيات القصص وأحداثها مما يكتظ به حى السيدة زينب وما حوله من الفقراء والدراويش والباعة وغيرهم من عموم المصريين فى الأحياء الشعبية. يسرد “يوسف السباعى” نوادر الخادم الشقى الذى كان فى بيته، وقد استقرت فى ذاكرته.
وفى هذه القصة صور حية للغة الشارع المصرى فى القرن الماضى، وللأماكن المختلفة وعوالمها المميزة حول بيت “يوسف السباعى” مما يعد وثيقة نادرة للحياة المصرية فى ذلك الزمان بشوارعه وجوامعه ومدارسه، ودور السينما فيه، وبأمثاله وأغانيه إلى آخر ما يعلق بذاكرة الطفولة آنذاك من تلك المعالم، خاصة شقاوة الطفولة ومغامرات الخادم ومشاكله وحوادثه.
وفى قصة أخرى بعنوان “فى الماوردى” شخصية امرأة تبيع “المِشبِّك” أو “الكشرى” وغير ذلك قريبا من مسكنها فى عشش “الماوردى”، وأمامها ابنها الذى وُلِد يتيما بعد مقتل أبيه. عاشت هذه المرأة من أجل ابنها الذى تحملت من أجله مصاعب الحياة.
وهذا تجسيد لكفاح الأم المصرية البسيطة الفقيرة التى نجدها فى ربوع مصر علامة على البؤس والشقاء.
وانتهت قصة الأم التى وهبت حياتها لابنها إلى أن تكون “مخبولة” بعد موت ابنها تحت عجلات الترام. أما قصة افتتاح المجموعة بعنوان “فى أبو الريش” فنجد فيها صورا متجددة من الحياة الشعبية فى هذا الحى، يجيد “يوسف السباعى” فى وصفها.
هناك خادم ضريح “أبو الريش” الذى اضطر أن يحل محل الشيخ السابق له بناء على رغبة زوجته. أما زوجته فمثال لكل سيدة مصرية فى تدبيرها لأمور بيتها. و”يوسف السباعى” بارع فى اقتناص لقطاته التصويرية لهذا المجتمع الشعبى، وطريقته فى مسار الحياة اليومية.
كما أنه ماهر فى وصف المكان بدقائقه الموحية بفقر الحال والسعى المستمر الشاق فى طلب الرزق. كذلك نلاحظ قدرة “يوسف السباعى” على تقمص لغة الشخصيات بما يناسبها.
ومن أهم ما يميز أسلوب “يوسف السباعى” فى قصصه الفكاهة فى تصوير شخصيات القصة فى مفارقتها مع صعوبة الحياة.
وشخصية قصة “فى أبو الريش” تعلم من “الحاوى” الذى عمل معه أنه “ليس فى الحياة شئ صعب… وعليه أن يعمل فى أى عمل”.
لذا تمرد “شخصية القصة” على عمله فى الضريح لأنه تعود على الانطلاق هنا وهناك على غير الحال فى مهنته الجديدة. ولا شك أن أجواء “السيدة زينب” تطالعنا فى كل مجالى هذه المجموعة القصصية، ولا نزال نراها حتى الآن.
أما أعمال “شخصية القصة” – هنا- فبسيطة من ماسح أحذية إلى أراجوز إلى غير ذلك من الأعمال التى تنقلنا إلى عالم “السيدة زينب” وأحلام بسطائها فى الحياة، وإقبالهم عليها مع صعوبتها.
ويلخص “يوسف السباعى” هَمَّ شخصية قصته بقوله: “لقد كان بالأراجوز يُضحك الناس، فأصبح بلحيته ومسبحته يضحك على الناس”.
وحياة شخصية قصة “فى سيدى زينهم” صعبة، فهو يعيش على سطح دار فى سيدى زينهم، يصف “يوسف السباعى” ذلك بقوله: “الوقت قبيل الفجر لا يقطعه إلا صياح الديكة التى تقطن التقفيصة الملاصقة لحجرته والتى تشاركه مع بعض البط والأوز سكنى سطح الدار.. وظلمة الليل ما زالت فلولها تقاوم هجوم النهار”. إنها حياة مظلمة فى حجرة بائسة؛ “قُلة فارغة وُضعت بجوار الكنبة، ومنضدة خشبية عليها بعض فتات خبز جاف”.
هذه أحوال المهمَّشين فى هذه المجموعة القصصية، وقد دارت فى ظروف الفقر القاسية. ونجول فى القصة بين بائعى البليلة والفول والكرشة وغيرها مما تعمر به شوارع القاهرة وحواريها.
وتتلو القصة نداءات الباعة فنعيش بذلك حركة السوق الشعبى، وتفنن الباعة فى عرض بضائعهم البسيطة تقول بطلة القصة، بائعة الكرشة معبرة عن حال البيع: رضا، أهى ماشية، يوم عسل ويوم بصل.
أما زميل المهنة فيحلم بمائة ألف جنيه، ويعد بتوزيع عيش وفول للسيدة ليدخل الجنة.
إن عائد العمل الشاق قليل، لكن الإنسان المصرى لا يستسلم للسخط على حياته، بل يعيش بين الفكاهة والأمل فى اجتياز “الفقر الدَّكَر”.
وتتبدى معالم السيرة الذاتية “ليوسف السباعى” فى القصة قبل الأخيرة بعنوان : “فى المبتديان” مثالا لغيرها من القصص التى تحمل جانبا من السيرة الذاتية للكاتب الذى يستدعيها من أيام طفولته.
يحكى عن السمر مع الأصدقاء فى شهر رمضان.
لم يكن التلفزيون الذى يقدم هذا الدور قد انتشر آنذاك. كان سميرهم أكبر منهم سنا، “كان صبى الروح.. شديد المرح.. جم الفكاهة”، وكانوا يستمتعون بقصصه مع أنهم يعرفون أنها من نسج خياله. وكانت مغامرات الأصدقاء مسلية مضحكة فمنهم مَن وقف على عربة ليبيع “ذرة” ويقف أطول مدة ممكنة تحت بيت الحبيبة. ومنهم مَن ادعى أنه “ساعى بريد: ليسلم خطاباته إلى حبيبته! وفى كل قصة من قصص المجموعة نطوف بشوارع مصر فى محيط السيدة زينب بعبقها التاريخى وتفردها تعبيرا عن الشخصية المصرية. وفى قصة بعنوان : “الخليج المصرى” يبرز “التنظيم” الذى تناوله “يحيى حقى” فى “قنديل أم هاشم” وقد هدم بعض معالم السيدة زينب، الحى الذى نشأ فيه، وأحبه كذلك كان الأمر فى مأساة بطل القصة الذى هدم “التنظيم” البيت الذى يسكنه ضمن بيوت أخرى لتوسيع شارع الخليج المصرى. أما صاحب هذه المأساة فكسائر شخصيات القصص من حيث البساطة، فهو صانع “قباقيب” لكنه اعتزل مهنته، وعمل “بّوابا”، وقد استراح من الَّلف فى الحوارى لبيع بضاعته التى انقرضت صناعتها.
وكان البيت الذى عمل فيه مهجورا، أُشيع أن العفاريت تسكنه، وروَّج “البواب” ذلك لكى ينعم بالراحة على ناصيته، والانفراد بسكناه، لكن “التنظيم” هدمه.
وتطرد قصص “يوسف السباعى” مسلية تحمل طابع موضوعها، وتمتع المتلقى الذى يعيش مع الكاتب ذكرياته التى ألهمته هذه القصص.
ويحكى “يوسف السباعى” كثيرا من القصص التى سمعها من رواتها ليمزج بين ما قصَّه وبين ما سمعه من قصص فى نسيج سردى متميز.
فى القصة الأخيرة بعنوان: “فى سيدى العتريس” نمضى مع شخصية القصة الذى يملك محلا للعطارة، ولقبه “المهياص”.
ويثير هذا اللقب سخرية “يوسف السباعى” فيعرَّف صاحبه بأنه “الهليهلى الضاحك العابث الماجن الذى لا يحمل هما، ولا يثقل على نفسه بأحزان ولا أشجان”.
وكان لموظف الحكومة شأن فكانت زوجته تُسمَّى “أم لفندى” لأن ابنها كان موظفا فى الحكومة. وحياة ذلك العطار رتيبة لا تتغير، وهو مبتسم دائما، له فلسفته فى الحياة تتلخص فى معالجة أمور الحياة دون تعجل.
أما المرأة فى قصص هذه المجموعة فهى فى الغالب “سمينة”، وكان هذا هو الشائع فى ذلك الوقت.
ويستطيع “يوسف السباعى” أن يسرد يوميات شخصياته بتفاصيلها التى تطلعنا على نمط الحياة المصرية آنذاك. والحوار فى قصة “فى سيدى العتريس” يقطر سلاسة كما هو فى القصص الأخرى، ويدل على اقتدار “يوسف السباعى” على إجرائه بحرفية ظاهرة.
يتجلى هذا فى حوارات “العطار” مع أصحاب المحلات المختلفة من جيرانه وشراء حوائج البيت منهم، فالحياة بالنسبة له حلوة “هيِّنة لمن يخلص.. ليِّنة لمن يؤمن”.
وكل كلام يجرى على لسان الشخصيات تجسيد لرؤى الحياة فى المجتمع المصرى الذى صورته هذه القصص. لقد فجع “العطار” بموت ابنه الوحيد الحبيب، ولحق به. وختم “يوسف السباعى” هذه القصة بقوله الذى تخيل أن العطار يهتف به: “كلنا إلى التراب نصير.. أو إلى السماء نطير.. فأرح نفسك، ودع الحياة تسير” وتؤثر هذه القصص فى النفس لأنها تجمع بين الواقع والخيال، فأحداثها وشخصياتها حقيقية، لكن “يوسف السباعى” صاغها بأسلوب سردى بديع.
ونرجع إلى قصة بعنوان: “فى حارة السيدة” التى يفتتحها “يوسف السباعى” بقوله: “وهكذا حواء، تأخذ من الجميع، ولكنها لا تهب إلا لمن تحب.. حتى لو كان زبالا فى خرابة”.
ويتساءل “هل تختلف حواء حارة السيدة كثيرا من حواء الزمالك والمعادى وجاردن سيتى؟”
والقصة هى حب بين بائعة فجل وبائع بلح سيوى، لكن “الفطاطرى” يحبها هو وأبوه لجمالها.
يغدق بائع البلح عليها ببضاعته، والفطاطرى بفطائره تقربا إليها.
تواعد الفطاطرى معها للقاء فى خرابة فى عشة “زبال”. وتقاطر عليها الفطاطرى وابنه وبائع البلح فى الوقت نفسه، فذهلوا بعد أن أدركوا خديعتها، وانصرفوا لترتمى فى حضن “الزبال”، ليعود آخر القصة على عتبة مقدمتها. وعن مجمع الزبالين تأتى قصة بعنوان: “فى الناصرية” التى يوجد بها مستوقد حرق الزبالة “أو جهنم الحمراء فى أرضنا السعيدة”. ويُضرب المثل بهذا المكان فى القذارة. وكذلك يستخدم الحريق فى “تدميس” الفول.
ويصف “يوسف السباعى” الطريق إليه، كأنه يدل على رحلة إلى هذا المكان غير المستحب.
ويصلنا الكاتب بهذا المكان؛ “مستوقد الناصرية”؛ “خرابة متربة ذات هضاب ووهاد، وسراديب وجحور، وأرض ليست فيها قطعة مستوية ممهدة.. فهى أشبه بنموذج مصغر لجبل مقفر، يقوم بين أطلال بائدة، ورسوم حائلة”.
ويصف “يوسف السباعى” قدور الفول المدمس، وانتظار أصحابها بتسليمها لشخص أمعن فى وصفه “كأنه شيطان أو جنى”.
ويلج الكاتب بنا عوالم لم نعهدها فى وصف العامل الذى ينقل القدور ويحرق القمامة، ويمد “الحمَّام” الملحق بالمستوقد بالنار لتسخين مياهه، فضلا عن قصته وهو يحلم بأنه استحم فيه رغم أنفه.
وفى كل قصة مدخل لها يعد عتبة النص ترجع نهايتها إليه، عودا على بدء، كما مَرَّ، وكما فى قصة “فى البغالة” حيث يقول “يوسف السباعى” فى افتتاحها: “كان هذا الحديث
أشبه بشريط مسجل يعاد كل صباح”.
هذا الكلام يرجع إلى إيقاظ الأم لابنها كل صباح لكى يلحق عمله كمساريا فى شركة الترام.
كان زيه الرسمى الأصفر مبعث فخر أمه وأقصى أمانيها.
كانت فرصة العمل شحيحة، والحصول عليها عزيزا. وكان هذا الابن مشاكسا أتعب والديه، وقد أمعنت القصة –كغيرها- فى سرد شقاوته واستهتاره وعدم تحمله للمسئولية عندما كان يساعد أباه اللبَّان فى توزيع اللبن والزبادى فيتلف البضاعة، أو يوزعها مجانا على أصحابه الذين يلعب معهم الكرة. والسبب فى سعى هذا الشاب إلى تلك الوظيفة حبه لفتاة كانت تركب الترام وتصد عنه، فرأى أن وظيفته ستساعده على رؤيتها.
وقد رفدته الشركة بسبب تغيير خط الترام لأجل توصيل حبيبته، لكنه عاد إلى عمله السابق لبانا مشهورا بعد زواجه ليحقق أمل أمه فى العمل والاستقرار وتحمل المسئولية. وقصص “يوسف السباعى” فيها هذا البعد الاجتماعى الإنسانى النبيل تعبيراً عن حياة البسطاء وأحلامهم فى خضم الواقع الصعب.
وبطلا قصة “فى زين العابدين” صديقان حميمان، يعد وصفهما قصة فى حد ذاته كما يقول “يوسف السباعى”. وكانا طالبين بمدرسة ثانوية. وغالبا ما تكون أسماء شخصيات قصص هذه المجموعة هى أسماء مشهورة غريبة، كهذه القصة ببطليها اللذين يُطلق عليهما “دُكْش ومشكال” مقترنين كمشكاح وريمة؛ “دكش” بسطة فى الجسد، وقلة فى الذهن”.
لم تكن حياته تزيد عن نوم وأكل ولعب حديد. أما “مشكال” فكان على النقيض من ذلك؛ “ذهنا بلا جسد” أو جسدا نحيلا.
وسُمِّى “مشكال” لإثارته المشاكل، وقد استخدم ذهنه فيما لا ينفع من الشقاوة والسخرية بالناس وأذاهم “بذكاء شيطانى”.
استخدم “مشكال” صديقه “دكش” فى التغلب على خصومه. وكان “دكش” يحب “الخناقات” ويستعرض فيها قوته، “فوافق شن طبقه”!
وتحكى القصة ما كان من شقاوة الصديقين فى المدرسة. وبمصاريف المدرسة اشتريا قهوة كتبا عليها : “قهوة الأبطال لصاحبيها دكش ومشكال”.
عاد “مشكال” إلى المدرسة وانصلح حاله بعد أن مثَّل صديقه دور “ولى أمره” لإثارته المشاكل وخوفه من أبيه، فضربه علقة ساخنة بناء على طلب الناظر، كانت سببا فى استقامته ، وتذكِّرنا أحداث هذه القصة بالتلاميذ الأشقياء فى “مدرسة المشاغبين”.
وتدور أحداث قصة “فى سيدى الحبيبى” بشارع “السد البَّرانى” مع بائع السمك المقلى فى حانوته وسط زحام من الزبائن الذين يشترون بقروش زهيدة.
وتصِّور القصة “ضوضاء وابور الجاز، وطشطشة السمك فى الزيت” مع غناء صبى المعلم الذى آواه يتيما. حياة ملؤها البساطة والسعادة، وعالم فقير أمام حانوت متواضع.
هكذا، كانت قصص هذه المجموعة سكب فيها “يوسف السباعى” روحه وعقله ووجدانه وطنيا أحب مصر، أديبا عشق ترابها، واستشهد على حبها فهو الأديب الوزير الوطنى الشهيد.
لقد أظهر فى هذه القصص، وفى سائر رواياته، جمال الروح، وصدق المشاعر، وأخلاقيات الفارس النبيل.