اعتذار للطفل العربي

الشاعر كمال حيمور

شـغِّــلْ جـوالَــكَ يــــــــا عــرَبــي
مــتِّـــــعْ أحـبــابــكَ بــالــصــورة

جــوالُـــك يـحــمـــــلُ أفـــلامــًـا
فــي كـــلِّ طــريــــقٍ مـنـشــورة

هـــل أرمــــدَ عـيـنــيَّ شـقـائــيْ
أم أنَّ الــصـــُــــورة مــســحــورة

فــي الـصــــــورةِ مــوتٌ ودمـــارٌ
جــــــوعٌ وعــيــونٌ مــقــهـــورة

صـــــورة طــــِــــفلٍ يتـــــحرشهُ
عـــَـــربٌ أبناءُ ال (مَحــــْـظورة)

وســمــــــاءٌ مـلــئَــتْ بـــدخـــانٍ
لاجئــــَـــة تــبْــكــي مـــذعـُــورة

في الصــــورةِ حســــناءٌ رقصــتْ
طـــَّـبال أســـــْـــكرَ جـمـــْــهــوره

إِنْ تـســــــألـهــا عـــــن حـالـتـهــا
قـــالـــتْ بـالـعــفَّــة مــســتــورة

مــنْ هــــــزَّةِ وســـطٍ تسـعــدُكـم
بــــاتـــــتْ أوزاري مـَــغـْــفـــورة

كـَـــثــُر الطـــَّـبالون ليـــــــَــــــحيا
ســـَـــــفاحٌ ويزيــــد قصــــــــوره

والأمـَّــــةُ هـــبـَّـــتْ راقـِــصَــــةً
مـنْ فـــــوقِ جراحـي مـســـْـرورة

من جـــَحـَّــشَ ظهــْــرك يا عربي؟
أو دعــَّــشَ عقــْــلاً مخمــــُـــورة؟

أفـتــوا فـــي قــتــلِ ضَــمـائـِرنـا
لا أعـــرفُ فـــي أيـــةِ ســــُــورة

من سـمــُّـوا شـــُـهدانا قــــَــــتلى
أصــــحاب ذقــــونٍ مأجـــــــورة

لـو كلـــــــــبٌ بالَ بشارعــــــــكـمْ
أفــتـــاك بــــــأنْ تـــهـــــدمَ دوره

لــكــن تَـكْـفــي رشْــقــةُ مــــــــاءٍ
لو بــــولُ الــــكلبِ ســَــقى سوره

عــــــــذرًا يا عـــربي أمـــتـُــنــــا
وآ أسـفــــــي بـاتــتْ مـشـْــطـورة

مـنْ أطـــــولِ ذقــــنٍ قـد ضــلـتْ
ولــغـــايـــةِ أقـــصـرِ تــــنـــــورة

والغاصـِـــب يزرعُ غــــــــَــــردقهُ
في وطـــَـني تمـــــْـــتد جــُـذوره

جـــــَــــوالك ليــْــس له طـــَــــلقّ
لن يـــَـجرح مــِـــنهمْ عصـْـــفورة

حــَـمـِّــلهُ بأحــــدث معـــــْـــــركةٍ
كي تــــَــبقى الأمــَــةُ منــْــصورة

ومدافِــــعنا فيــــها عـــــَـــــــوَجٌ
ترمي من خـَـــلفِ المــــــــاسُورة

قـــَـصَفَ الأردنَّ وســُـــــــــوريَّـــا
من صـَـــوبَ غربَ الـنــــــــاقورة

لا نــَـــقـْــتل إلا أنفســـــــَـــــــــنا
لــــَــــيت السبــَـطانة مكسـُــورة

عــَــــربيٌّ يتحـــَــــــــرَّشُ عربي
خسـْـــفّ آتٍ للمعـــــــــَــــــمورة

لفواحــِـشَ تــُـــــغرقُ أوطــانــــًا
لحقــَـتْ بسدومٍ وعـَــــــــمــُـورة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كمال حيمور