سلطنة عُمان بعيون مصريّة
خالد رمضان | مصر
بمجرد أن تطأ قدماك تلك الأرض َالنقيةَ تستطيع أن تدرك وللوهلةِ الأولى ما تحويه من فيضٍ جارفٍ من الطيبةِ، وما تتفتقُ به هذي النفوسُ من مشاعرَ متدفقةٍ لا تلبث أن تغمرك وتشعرَك أنك ولدٌ من أبنائها لا تنفك عنها، أو أنها أمٌ لك قد ارتميت في أحضانها، فلا تشعرُ بمرارةِ الغربةِ، ولا ألم الفراق.
وما حديث النبي صلى الله عليه وسلم عنها ببعيدٍ ” لو أتيتَ أهلَ عمانَ ما سبوك ولا ضربوك “.. لقد طفتُ بعض بلداننا العربيةِ، ولكني حين حط رحلي هنا، وبدون إذنٍ أسرتني دماثةُ الخلقِ، ولينُ الجانبِ، وحلاوةُ المُحيّا، وقتها أحسستُ أني في بلدي، وبين أهلي، فأحببتُ البقاء بين ظهرانيهم أتخلّقُ بخلقهم وأتحلى بطبعهم، وأنهل من معينهم.
إنّ الذي يسبر غور هذه البلد الطيّبِ سيكشفُ عن مكنوناتٍ خفيّةٍ تُنبئُ عن نفوسٍ نقيّة، وعن أُناسٍ ملأت قلوبَهم الرحمةُ، يألفون ويؤلفون، يعايشون ويتعايشون، وتُوصفُ بلدانهم بأنها من أكثر بلدان العالم أمنًا وأمانًا.
وعمان على قدمها حيث إنها تُعدّ من أقدم البلدان على وجه البسيطة تنعم بالرخاء، ويسودها الوفاء والوماء، فلم تسجل حالةً واحدةً إرهابية، ولا اعتداءاتٍ رزية، ويؤمها السياح من جميع الأقطار، ويقصدها الزوار من مختلف الأعمار.
كما أن أواصر المحبة بين عمان وجميع أخواتها من الوطن العربي قويةٌ لا تزعزعها الفتن، ولا تضعضعها المحن، فهي أمٌّ لهم تحنو عليهم، وأختٌ شقيقةٌ تفرح لفرحهم، وتترح لألمهم، لا تعادي ولا تعدو، إنما هي خيطٌ متينٌ يجمعهم، وأذنُ خيرٍ تسمعهم، وسفينةُ نجاةٍ تمخر بهم بحور المحن لتصلَ بهم إلى برّ الأمان.
وفي الأخير ما كتبتُ ذلك افتراءً ولا افتتاءً، إنما يخط قلمي ما يكنّه قلبي لعمانَ وأهلها.. حفظهم الله جميعا، وأدام سلطانهم، وبارك في أبنائهم وبنائهم.