المرأة القوية المستقلة

د. فيصل رضوان | الولايات المتحدة الأمريكية

ونحن نحتفل باليوم العالمى للمرأة لا زال البعض يندهش من مصطلح “امرأة قوية مستقلة”، ويعطيه دلالات سلبية، بينما في الحقيقة هو مصطلح قوى و إيجابي للغاية، ولابد أن نبارك لعالم النساء على الإستقلال.

 المفهوم الخاطئ والشائع لدى الناس عندما نقول “إنها امرأة مستقلة” هو أنها “نسوية feminist “، أو أنها لا تحتاج إلى رجل في حياتها.  لا شك أنه اعتقاد خاطئ وخلط كبير.  النسوية والاستقلال مختلفان عن بعضهما البعض – فالاستقلال لا يشمل بالضرورة النسوية؛  حيث يمكن للمرء أن يكون مستقلاً بدون أن يكون نسويًا متشددًا.  أن تكون المرأة مستقلة لا يعني أن يكون لديها ثأر مع جنس الرجال، أو تدعي القدرة على العيش بمفردها في هذا العالم.

إذن، ما معنى استقلال المرأة؟

كون المرأة مستقلة يعني أن تكون قادرة على التعبير عن نفسها بأي طريقة تريديها ، وأن تكون لديها حق الاختيار فى القيام بالأشياء التي ترغب القيام بها دون إجبار على الاندماج في صورة ليست صورتها ونمط تقليدي لا تحبه لنفسها. أن تتمكن من التعبير عن نفسها بطريقتها، والتعبير عن مشاعرها دون خضوع أو خجل أو إجبار  – ببساطة بسبب أنها امرأة.

 أن تكون مستقلة يعني أن تتمتع بالثقة والقدرة على إتخاذ القرار  الخاص بها. أن تمتلك الشجاعة والقوة للتعبير عن أفكارها وآرائها بصراحة، وأن تكون لها القدرة على امتلاك الموارد المالية الخاصة بها لشراء ما تريد، حينما تريد.

 أن تكون امرأة قوية وحازمة ومستقلة في نفس الوقت، هو مزيج قوي ومهم للغاية.  الاستقلال هو هدية قوية يمكن للمرأة أن تعطيها لنفسها ويظهر تأثيره على مجتمعها المحيط.  يمكن أن يقودها للوصول إلى أحلام أعلى، وتحقيق أهداف أعلى داخل الأسرة.  وفي نهاية المطاف ، كل ما يهم هو السعادة والرضا التي تشعر بها المرأة من خلال استقلاليتها كأنسان فريد.

 فالمثابرة والإيمان وإحترام الذات، والثقة والتصميم والوعي ليست سوى بعض الصفات التي تجلبها المرأة المستقلة إلى بيتها الصغير.  غالبًا ما تمكّنها هذه الصفات وغيرها من أن تصبح أكثر إبداعًا في تفكيرها، وتساعدها على خلق أفضل الفرص لإظهار التفكير المستقل بطريقة إيجابية، تجعلها خير مربية وأعظم زوجة.

استقلالية المرأة ليست فكرة وليدة اليوم. لقد أثبتت المرأة اليوم القدرة على إعالة نفسها وأسرتها وكسرت الصور النمطية القديمة للأدوار التقليدية للمرأة.  وبرغم التمييز بين الجنسين الموجودًا عالميًا، لكن أكثر من 60٪ من النساء يشاركن في القوى العاملة منذ أكثر من خمسين عامًا. لقد إستحقت المرأة صوتًا أعلى في المجتمع، وتستمر  في النمو لتصبح أقوى.

عندما يتم تربية الأطفال على يد أم قوية ، يتكون لديهم إنطباع إنسانى ثابت عن اهمية المرأة والرجل معًا ، وتبقى هذه الصورة فى أذهانهم إلى الأبد.  بالنسبة للفتيات الصغيرات ، فإن والدتهن ستكون أفضل مثال لهن بالمستقبل، وبالنسبة للصبيان، سيعلمون أن المرأة ليست في المرتبة الثانية في المجتمع ، ولكنها متساوية مع الرجل فى كل شئ.

للمزيد ارجو الاطلاع:

عدالة الدين والحركة النسوية

http://79j.713.mywebsitetransfer.com/?p=55374