شفتاكِ أغنية

غادة جواد | العراق

تتزينين..كأي أنثى ، كأية نخلةٍ مثمرة..

تتحلّبُ على جمالك أفواه الجائعين

 والمتخمين، إلا صاحبُ البستان الذي تنبتين فيه، لا يراك سوى حطب.

ما زالت عيناكِ عينَي طفلة يمنعها أخوها الأكبر من النظر من فتحة الباب،

 إلى حيث يلعب جميعُ الصغار، عينَي فتاةٍ لم يُسمح لها بطلاء أظافرها، خوف أن تنحرف وتفسد أخلاقها،

شفتاكِ أيضاً شفتا طفلة، ريّانتان، ورديتان ناعمتان،

لكنها طفلة أنجبتْ صغاراً يفهمون جيداً حزنها،

 فهم

يسمعون نشيجها كل ليلة تحت الغطاء

خصركِ الذي لا يراه الرجال، و تحسده النساء، يتمنين خصراً مثله، إلا الرجل الذي تحبين، يراه جذع شجرةٍ لم تعد أغصانها تثمر له تفاح الرغبة، .. بشرتكِ تبدو أصغر من عمرك بعشر سنين،

 فأين يذهب جمرُ الحزن؟ ماذا يحرق بداخلك؟ من أين تأتين بقوةٍ لتبتسمي؟ وتعطي؟ وتقرئي الكتب؟ وتتابعي نشرة الأخبار؟ وتسقي الزرع؟ وتشتري لصغاركِ ما يشتهون؟ وتنتظري الموت كل يوم؟

كيف تسرّحين شعركِ وتتمايلين غنجاً وأنتِ تخبئين في روحكِ جثة(أنثى) تشتهي أن يسألها حبيبٌ ما (لمَ تبكين و أنا هنا، و يدي تسند حزنكِ)؟.

كيف تستطيعين أن تواصلي التحليق و قد قصّوا  جناحيكِ منذ الطفولة؟

يمي شطرَ قلبك، واستفتيه، أما زلتِ تحبينه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى