المعرفة السردية لا تحدث فارقا كبيرا
د. يحيى عبد الله | أكاديمي موريتاني
في لقاء مع بعض الأحباب الفضلاء ذكر أحد المدرسين ما حصل في فصل حين سأل بعض طلابه عن اسم ( محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم)
فكان الجواب أنهم لا يعرفون.
قبل التعليق على هذا الحوار الجميل والهادف نشكر الأستاذ على هذا الاهتمام ومشاركة الآخرين للفائدة.
مما تعانيه مجتمعاتنا العربية والإسلامية أسلوب السردية الحفظية الذي لا يتعامل إلا مع أول درجات العقل التي يتمتع بها الأطفال الصغار في حفظهم المشهود.
في الحقيقة لقد صرنا أمة تحفظ المفردات الشرعية بدون وعي وإدراك منا لما تحمله الكلمة أحيانا لذلك إذا تتبعت كثيرا من المفردات الجارية على ألسنة المجتمعات الإسلامية اليوم تجد الناس اعتادوا حكايتها وترديدها لذاتها فقط وأحيانا تكون هذه المفردات من نص آية أو حديث نبوي تم فصل المفردة واستخدامها لفظيا وبهذا نلاحظ ظاهرة منتشرة بين شعوب العالم الإسلامي هي انفصامها بين ما يدعوا إليه دينها وما تعيشه رغم تأدية لما يطلب منها ظاهريا فتجد من يقرأ الفاتحة ولا يشعر بأنه يدعوا ربه ويناجيه لتحقيق أعظم مقصد بل تجده يتعامل معها كسردية لا تخدم أي واقع أو سلوك وهذا أمر لا يستطيع أحد أن يكابر فيه أو ينكر منه شيئا.
فمثلا نجد في السيرة النبوية والمعارك التي حصلت في صدر الإسلام ودونها التاريخ تجدها محفوظة الأماكن والأسماء وعدد الشهداء وكل ما هو من قبل هذه التفاصيل فلو طلبت من حاك لهذه الققص الملهمة عبرة أو درسا توقعه في الحرج الكبير وإن كان من أهل من يوصف بالعلم لأنه اعتاد على السردية في كل ما يأتيه.
فحينما نحفظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم إسمه محمد بن عبد الله ثم يسأل الناس عنه بهذه الطريقة ينبغي أن نميز بين ما هو ديني وما هو غير ذلك فالرسول صلى الله عليه وسلم جاء ذكره في القرآن بوصفه نبيا و رسولا (محمد رسول الله) فهذا هو الجانب الشرعي والديني في الأمر والذي يجب معرفته وتعليمه فأما الآخر فهو من باب النسب والتاريخ ويدخل بشكل كبير في إطار النظرية السردية التي ملأت أذهان المسلمين حينما يقسمون أركان الإيمان والإسلام ليحفظوها كمادة نظرية. والحبل على الجرار كبير في جوانب الموروثات.
نحتاج كمسلمين اليوم توعية حية تحيي الإسلام في وجداننا حتى نبني نهضة .