عندما يكتب الماء شعرا

فاطمة محمود سعد الله | تونس

تتحول الكلمات على شفاه هاروت سحرا
وبين يدي موسى أفعى تتلقف الإفك..
وتلتهم البهتان
توشوش لماروت أسرار الماء الذي خلع لونه
تفك طلاسم الشعر
و…تفسح للبحر براحات الموج
وزبد الحقيقة..
عندما يلثم الماء شفاه الشواطئ الحزينة
تحبل “وردات الرمل”
تزهر في كل الفصول
يفوح الشذا
وتتدلى ثمرة العمر
من قنديل علا ء الدين
وقد قضم الانتظار وجنتها الحمراء
تفتح الأحضان لكيوبيد المسالم
ذاك لْ علق سهمه على شجرة النسيان السوداء
واليمامة على غصن الجمال تتصفح كتاب الماء
تنسج حروفه شالا أخضر ينساب
على كتفيْ قصيدة غيداء
وعلى أستار المساء
ترش عطر خرافة تسرد حكايا المحبين
بين لقاء وفرقة
بين صمت وهمس
بين كف تلَوّح بالوداع
وعين تفيض بالرجاء
والأناملُ الشمعية
تمسح الكحل السائب على خد النهار
تربت على صدر النبض المتلاحق الأنفاس
خوفّا من زفير المرايا
حرصاً..على صقل مفاتيح الصبر
شوقًا ..إلى فارس فاز في السبق لأول مرة
وفوق شهقة الغمامات الشفيفة
يرقص ريش الحنين إلى العودة
ويسقسق ورق الرؤى انتصارا على الخريف
ألا ياربيع الحَمام
افتح نوافذ الصلح بيني وبين المساءات الثقيلة
ألا يا سلامُ..
بلغ حماماتي ألّا أقفاصَ بعد اليوم
سينهمر الماء من صفحات الكتاب
سيجري الكلام خببا
على تربة الوطن
وتُنْصَب خيامُ الضيافة
مكتظة بالولائم
فكتابي …نهر ٌ تخضر عند مروره الحكايا
وقلبي..فجرٌ يحمل الشمس بيسراه
و باليمين قمرٌ يعشق الكمال
ليضيء الطريق لحمائم الحب والسلام.

افتح أيها الغدُ راحتك الخضراء..
واحتوِ وردة منسية.
يجري نسغ الدفء في شريانها
يتشكل العطر
قبلات على شفاه البتلات
اسقها حبا…
خذ الممحاةَ.وامسح ماعلق من درن الحقد
في جدران الحدود..
وعند بوابات السدود المقفولة
منذ صدئت قلوبٌ
و اكتظت بالدمع عيون
حوِّل الشوك حريرا…
افتح جداول الصمت خريرا وكلام
وغنِّ للسلام.
فحمائمُ الاغتراب أضواها الحنين
وأجنحة العودة صارت مراوحَ للسفر

ٱكتب الحب شعرا
واقتطع من شجر الوحدة أبجدية جديدة
لا حقدَ فيها
ولاخوفَ في عيون الطفولة
لا ولا قذائفَ تقضُّ مضاجعَ الأمن والسلام
ارسم وجوهايرفرف على جبينها
الودُّ..
وعلى شفاهها عذب الكلام…
ليلتقيَ الانسانُ بالانسان
ويرتسمَ برزخُ اللقيا بين الحب والسلام.

14/6/2020

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى