بُسْتانٌ ونَخَلْةٌ
الأب يوسف جزراوي | أديب وشاعر عراقي/ هولندا
بِلادِي يا أرضَ أجدادي
وَمَهْدَ الْحَضَاَرَاتِ وَالْأَدْيانِ
مَدَائِنُ الْبُلْدانِ وتمدُّنُها
عجِزَتْ أن تَكُونَ خَنْجَرًا
تَغرِسُهُ في خاصِرةِ اِنتَمَائي!
***
فكَّرَتُ في سِرِّي
في هُزِعِ اللّيلِ
وقلْتُ لنَفْسِي:
لأحِيِلَ المُخِيِّلةَ على التَّقَاعِدِ وأرَمِدَ الذّكِرَيات
لَكِنْ سُرْعَانَ ما فاحَ شَذى الذَّكْرَيَاتِ!
***
بِلادِي
يا مَوْطِنَ الأوْطَانِ
حَتّى مَتَى أسِفُّ التُرابَ سَفًّا
وأزِقَّةُ الكَرَّادةِ والمُتَنبيّ
عَالِقَةٌ عَلَى جُدْرَانِ قَلْبي!
….
ما الحَلُّ يا مَوْطِنَيّ؟
بُسْتانٌ أنَا
وأنتَ نَخَلْةٌ
مَغرِوسةٌ في أرضِ اِغْتِرَابي
بِقَدْرِ مَا هَزّت
رِِياحُ النِّسْيَانِ فَسَائلَكَ
بِقَدْرِ مَا
تَجَذَّرَ جِذْعُكَ
في تُرْبَةِ بُسْتانيّ!!
فكَيف لي إذًا
أن أدُقَّ مِسْمَارًا
في نَعَشِ الذَّكْرَيَاتِ؟!