همسات على ساحل الأمل
أديبنا الكبير غازي احمد أبو طبيخ/العراق
ألرّيَاحُ ٱلتي
في تُخُوْمِ الْكَلَامِ
ٱسْتَدَارَتْ
مَعَ الْفَجْرِ
صَارَتْ
تُغنّي عَزِيْفًا
بغيرِ شِفَاهٍ!!
كأنَّ الَّذِي أّطْلَقَ الجِنَّ
مِنْ مَحْبَسِ الشَّرِّ ألْفُ قِطامٍ
بِغيرِ لِجامٍ!!..
لكَ اللهُ
يا أيُّها الرّاعِفُ المُسْتَهَام!!..
والجرَاحُ
الّتِي فِي كِتَابِ السَّلامِ
اسْتَفَاقَتْ
وَصَارَتْ
،،تُحَدِّثُ أخْبَارَها،،
وَتُدَمْدِمُ في طُرُقَاتِ الْمَدِيْنَةِ
أسْرَارَها
قلْتُ:
-ياصاحِبَ الحُوتِ
يا مَنْ عَرِفْتَ فُنُونَ اليَراعَةِ
عَصْفَاً فَعَصْفَاً
وأسْكَرْتَ أحْلامَنا المُشتهاةَ بِغَيْرِ مُدَامٍ!!..
أفِقْ…
فالحَزانى بلا عَدَدٍ
والثّكالى زِحامٌ…
وكلُّ الُّلغاتِ
الَّتِي هَبَطَتْ
ها هُنا
حَيْثُ وَجْهِ الفَجِيعَةِ
يَصْدِمُنا
عَجَزَتْ
عن بُلُوغِ الْمَرَام!!..
ألفُ مرثيّةٍ
في الجِوارِ القَريبِ
مَسْكُونَةٍ بالنّحِيبِ
بَلْ ألفُ عَيْنٍ
تَسُحُّ الدُّموعَ الثِّقالَ
وذِي شَهَقَاتُ العذارى
التي ما ٱرتوى حُلمُها
كانَ يأمَلُ
أنْ يُشعِلَ الشَّمْعَ
والسَّمْعَ
بالكَلِمِ المُشْتهى
بالمَصَابيحِ
وهيَ تَقْشَعُ وَجْهَ الظَّلام!!..
تُرى
مَنْ تُرَى
(يَرْكَبُ الرِّيْحَ والْيَمَّ)
غَيْرُ الذي خَبِرَ البَحْرَ
والنَّهْرَ
والسّاقِيَةْ?!
يا تُرى..
مَنْ سَيهزِمُ
هذا الهَزِيْعَ المُلَبَّدَ
مَنْ يوقِفُ
القَلَقَ المُسْتَحِمَّ بالنااار?!..
هَلْ تَرَى
وَجْهَ أُمٍّ
تُخَاطِبُ رَأْسَ ٱبْنِها
عِنْدَ جِسْرِ الْمُعَلَّقِ
زَوْجَةَ ذَاْكَ
الَّذِي
قَطَعَ الْمَوْتُ أوْدَاْجَهُ
تَحْتَ أنْظَارِ أَطْفَالِها
والْحَبيباتِ…
لَيْتَ الْحَبيباتِ يَقْرَأْنَ
(مِرْسَالَ)
عَيْنِ الَّذِي
مَاتَ شَوْقَاً وَحُزْنَاً
وَمَا لا يُقالُ
مِنَ الْكَمَدِ السَّرْمَدِيِّ
فَمَنْ يَا تُرَى
(يَرْكَبُ الآنَ هَذا المآلَ
وَيَسْتَنْطِقُ الْفَلَكْ)?!..
مَنْ تُرَى
يَكْشِفُ الْحَلَكْ?!..
ليسَ غَيْرُكّ
مَنْ يَنْفُخُ الْيَومَ في الصُّوْرِ
أوْ يَخْرُقُ الْمُعْتَرَكْ
أَيْ حَبِيْبَ الرُّؤَى
والسُّرَى
أنْتَ مَنْ
فِي دَمِي
قَدْ سَلَكْ!!..