الموت الجميل
جاسم الحمود | سوريا
مرحباً أيها الموت النبيل
أعرف أنك قضاء لا رد لك و لا بديل
كل ما أريده أن تعود كما كنت ذاك الموت الجميل
أذكر كيف كنا نغفو على الوسادة
فتنسل الرو ح خفيفة و نموت بسعادة
نعم كنا نمرض و نتألم لكنك كنت نبيلاً
تعطينا فرصة للوداع
يكفي أن يسجى الميت أمام الأهل و الأحبة
يقبلون جبينه قبلة الوداع الأخيرة
يكفي أن يُحمل نعشه على الأكتاف
و القلوب تلهج بالدعاء
يكفي أن يدفن جسداً كامل الأعضاء
وحده في قبر بلا شركاء
يكفي أن يكون له مأتم وعزاء
اليوم ما عاد للموت هيبة
صرنا نموت في اليوم ألف مرة
نموت راكعين ذبحاً بالخناجر
و نموت وقوفاًعلى المعابر
نموت بالقنابل
و حين تحترق السنابل
نموت في التفجير
و حين يجوع طفلنا الصغير
نموت من الغازات في الهواء
و حين نعجز عن وصفة الدواء
نموت و نموت و نموت
نرجوك
عد كما كنت موتاً واحداً
فالموت صار كل يوم يختلف
حسب الراية التي ترفرف.