مجاذيف الهوى

محمد ذيب سليمان / فلسطين
سـِـرْ ملءَ جفـنِـك زورقَ الإنشـــادِ
وانظــر نجــومَ الليل كيـف تُنـــادي
.
فوقَ الخيــالِ أرى مجاديفَ الهوى
كالحُلــمِ تســبحُ في دَمـي وفــؤادي
.
والزورقُ الولهانُ يوغلُ في اللِّقـــا
وهديـرُ موجِ البحرِ صوتُ الضــَّـاد
.
يسري بِعُمقِ البحرِ يرســُـمُ خَطـوَه
فـي لهفــــةٍ تشـْـــتاقُ للميعــــــــادِ
.
مُتهاديـــاً لا وزرَ يَعبـَثُ مُرهِقـــــاَ
جفــنَ الشـُّــرودِ برحلــةِ المُرتــــاد
.
والموجُ يرقـصُ كالذَّبيــحِ مُرفرِفــاً
فــوقَ الغُيـــومِ بِجُرحــــهِ الوَقــّــاد
.
حتـى إذا دَنت الشـِّــباكُ تـأرجَحــتْ
من فرْط ِنشـْـوَتِها عُـرى أصْفــادي
.
والــزَّورقُ الوَسـْــنانُ يَجمـــعُ دُرَّه
حرفـــاً فحرفـــــاً دونمــــا إجْهــــاد
.
لا تَنظـُـري بين الحُــــروفِ فَإنَّهـــا
أضحت مزار الصِّيــد من أحفـــادي
.
وتَزيَّنــتْ بالتّيــنِ والزَّيتـــونِ مـُــذ
سَــكنَ الجَمـــال مـَواطنَ الأجــْــداد
.
والنـَّـايُ واليَـرْغول1ُ بينَ ضِفافِهــا
مَزَجـــا الحَيــاةَ بِطيــنَةِ الأجْســـــاد
.
لا تَغْفَلـي ألَـــقَ الـرِّمـــالِ ونَـوْرَساً
أدْمَــت مَصارعَ حـُـزنِــــهِ أعْيـــادي
.
لا تَتـْــرُكي يــومــاً يَهيــمُ مُعـزِّيــــاً
ألَقــــاً يمــــوتُ بِبسـْـمَةِ الأحْفـــــاد
.
أمّـا دنــانُ الشَّــوقِ دونَكِ نَزفُهــــا
دهــــراً تعتَّـقَ فـي لـَـظى الأكبــــاد
.
عِشـــناهُ عُمـْــراً والعَتابــا2 فَرحـَــةٌ
ذُبحــتْ وقاتِلُهـــا الـغَوِيُّ السّـادي
.
ما زالَ يحمِلُها الشــَّهيدُ مُضرَّجــــاً
بأنينِهـــــا فـي حَفـــــلةِ الميـــــــلاد
.
تَمْتـــزُّ3 من وَجَعِ الحَيــاةِ وَقودهـــا
وتُعيــــدُ دورتَهـــــا بِكـُـلِّ عِنــــاد

======================
1- الناي واليرغول / أدوات نفخ موسيقية
2- العتابا / من الغناء الشعبي في فلسطين

3-الإمتزاز // خروج السوائل من الأكثر تركيزا الى الأقل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى