المواجهة بين مصر وتركيا.. نصيحة قبل نفاد الوقت وفوات الأوان
شهاب محمد | كاتب صحفي فلسطيني
ستكون نتائج الحرب بين الجيشين المصري والتركي شبيهة بنتائج الحرب العراقية الايرانية وأكثر وعلى الرئيسي السيسي واردغان تقع مسؤولية إنقاذ آلاف الأرواح وحقن الدماء وحفظ السلام والإسلام باتخاذ خطوات عاجله لنزع فتيل الحرب. إنها مصيده جديده للإسلام أخطر من الحرب العراقية الايرانية التي استنزفت قدرات البلدين وإن الحرب المنتظرة إن وقعت فإن آثارها ستتجاوز الشأن التركي والمصري لتشمل العالمين الإسلامي والعربي وإن المستفيد الوحيد منها هو النظام العالمي المستبد والمجرم الذي ما زال ينتهج نفس السياسة العدوانية وهي نهج الفوضى الخلاقة واستئناف هجمات الربيع الغربي بنقلة نوعية لم تكن تحلم بها الصهيونية العالمية ولا الصهيونية الرأسمالية المسيحية المتنفذه في البيت الأبيض الأمريكي وإن هذه الحرب إنجاز لصالح انهيارات السياسات العدوانية لهما قبيل انتخابات الرئاسة الأمريكية وثورة المضطهدين السود.
والفشل الأولي لخطة ضم الأراضي الفلسطينية .. وسيترتب على الحرب نتائج في المستوى الاقتصادي تجعل تركيا ومصر تعودان إلى مائة عام للوراء على الأقل وتفتح الباب أمام احتمالات الإجهاز على قدرات جيوش أخري و قيام دولة إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل بعد تدمير قوى أخرى وتقسيم دول إضافية حسب مخطط تقسيم المقسم وتجزئة المجزء .. وعلى تركيا أن تراجع حساباتها وتسترد عافية تفكيرها فإن دورها الإسلامي العام أهم من حقول النفط والغاز وأهم من أحلام السلطنة والسلاطين.
وعلى مصر أن تفكر بعمق وتراجع حساباتها وترى ما حل بالعراق بعد أن خرج بمليون جندي تحت السلاح وضعت له أمريكا شروطا تعجيزية للاستلام و يؤسفني القول إن العراق دفع الثمن غاليا ونخشى أن تلاقي مصر وضعا مشابها بعد أن يتخلى عنها شركاء غير استراتيجيين ولا عقائديين في تحالفاتهم وإنني إقول إن إمكانية خروج الإسلام من هذا الاقتتال بحلم الخلافة الإسلامية هو وهم قاتل لا خيال وإن حزب الإخوان المسلمين مطالب بالمبادرة ليصحح أخطاء تاريخيه كثيره له وخاصة مفهوم الهجرة والأوطان وأوليات الجهاد التي دفعت ثمنها غاليا قضية فلسطين والقدس التى تمارس خيانتهما علنا وبدون حياء من خلال المطبعين والمطبلين والمزمرين ..
لقد آن الأوان لكي تنفض جماعات الإخوان المسلمين غبار المعارك السابقة لتخوض قتال سلام بين دولتين اسلاميتين يراد لهما أن يدخلا ساحة الصراع أو القتال حتى الموت وهذه أخطر مؤامرة يتعرض لها الإسلام والمسلمين على الإطلاق لأنها مبرمجة في عقل المؤامرة كنهاية لا بداية فيها ولا فائدة لا للإسلام ولا للمسلمين ولا لمصر أو تركيا في كل الاحتمالات.