حوار

رعد الشويلي أستاذ العلاقات الدولية في حوار عن الأمن السبراني ومكتبته الإلكترونية

حاورته: مريم حميد|العراق
نتعرف عبر هذا الحوار إلى أنموذج طموح لطالب دراسات عليا عراقي نال مراكز الأولى طوال مسيرته الدراسية واختص في الأمن السيبراني والذي سيعرفنا على تأثيره على حياتنا وتأثيره في العلاقات الدولية وفي المستقبل أيضا، نجح بإنشاء أول مكتبة إلكترونية مختصة بمصادر القانون والعلوم وترفد طلبة العلوم السياسية بآلاف المصادر التي تغنيهم عن التكاليف المادية للمصادر الورقية.. أترك لكم أعزائي عبر القراء متعة التعرف عليه من خلال الأسئلة التالية:
أريد أن تعرف القارئ الكريم بحضرتك؟
أنا(رعد جاسم عودة) والملقب باسم (رعد الشويلي) من مواليد بغداد ١٩٧٧ كنت طالبآ في كلية اللغات/جامعة بغداد وتركت الدراسة بسبب الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أيام النظام السابق، والتحقت بكلية الإمام الكاظم (ع ) وأكملت دراستي في العلوم السياسية وتخرجت منها بدرجة أمتياز وعلى مدى اربع سنوات متتالية وبتسلسل رقم (1) من مجموع (43) طالبا وبمعدل (٩١.٩٩%)، وأكملت دراسة الماجستير وحصلت رسالتي التي كانت تحمل عنوان (التنافس العالمي على الفضاء الإلكتروني في القرن الواحد والعشرين.. الـولايـات المتحدة والـصيـن أنموذجا) بتقدير (امتياز) والحمد لله رب العالمين
هل يمكن أن تعرفنا على الأمن السيبراني في معناه البسيط ؟
الأمن السيبراني: وبشكل مختصر يختلف عن التعريف الأكاديمي، هو عملية اختراق للمعلومات والملفات الموجودة داخل الحاسبات وأجهزة الهاتف المتصلة بالشبكة العنكبوتية يتم من خلالها سرقة جميع الملفات الموجودة فيها، وهناك مثلآ آخر لعملية الاختراق وهو عند تنصيب أي تطبيق على الهاتف أو الكمبيوتر مثل تطبيق الواتساب أو التليگرام وغيرها، لن تستفيد من هذا التطبيق إلا في حال وافقت على سياسة الخصوصية، وتمنح حق وصول هذه التطبيقات إلى جميع ملفاتك الشخصية، غذن أصبحنا كلنا مخترقين وكل ملفاتنا بيد الجهات التي تقف وراء هذه التطبيقات.
كيف جاءت فكرة المكتبة وما الهدف من إنشائها؟
جاءت فكرة مكتبة رعد الشويلي موسوعة العلوم السياسية والقانونية والتاريخ عند دراستي لنيل شهادة الماجستير بسبب قلة المصادر العلمية وقلة المكتبات الإلكترونـية وذلك لتقليل الجهد على الباحثين في الوصول إلى المعلومة من منطلق الحديث الشريف (إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) وهذه المكتبة توفرت فيها هذه المزايا الثلاث والحمد لله رب العالمين فقد تركتها هدية إلى روح والدتي فهي علم ينتفع به وهي صدقة جارية وهي ولد صالح يدعو له من خلال توفير المصادر والطلب من المستفيد قراءة سورة الفاتحة لوالدتي ولجميع المسلمين. وحقيقة كان اسمها الأول هو مكتبة كلية الإمام الكاظم (ع) للعلوم السياسية لكن الكلية لم تتبن هذه الفكرة ولم يقدموا لي أي دعم علمآ أن جميع المشرفين فيها هم أساتذتها وطلابها المتميزين.
     كم عدد المصادر الإلكترونية التي تضمها المكتبة وهل تنوي تصميم مكتبة ورقة أيضا لو ساعدتك الظروف؟
تتألف المكتبة من مجموعة كبيرة من المصادر العلمية الرصينة تقدر بحوالي (١٦٩١٤٥) مصدر وبعدد مشتركين (٦٣٠٠) من جميع الدول العربية وهي في تزايد لعدد المصادر والمشتركين فيها، كما بدأ الكثير من الباحثين بنشر أبحاثهم ورسائلهم وأطاريحهم بل وحتى مؤلفاتهم فيها، ولو توفرت لي الظروف لتم تصميم مكتبة ورقية .
ما هي الصعوبات التي واجهتك كطالب دراسات عليا في العراق؟
من المعلوم ان طالب الماجستير يواجه صعوبات كثيرة في توفير المصادر العلمية وإمكانية شراء المصادر الورقية وكذلك بالنسبة لتوفير الوقت فقد كانت قرائتي في اليوم الواحد ما يعادل ١٤ – ١٦ ساعة يوميا مما يصعب علينا التنقل من مكان إلى مكان آخر للبحث عن المصادر العلمية
أي الخسائر أكبر ، خسائر الحروب التي تحدث على أرض الواقع أم الحروب الإلكترونية؟
هناك فرق كبير فيما يخص الحروب والخسائر المترتبة عليها فالحروب على أرض الواقع خسائرها كبيرة في الأرواح والمعدات والبنى التحتية والاقتصادية، أما الحروب الإلكترونية فإنها تعتمد كما قلنا سابقا على جيوش تقوم باختراق الكمبيوترات والهواتف والحصول منها على معلومات تفيد المخترق كأن تكون براءة اختراع أو خطط عسكرية أو تصاميم عسكرية وحتى إمكانية اختراق شبكات الخطوط الجوية وسكك الحديد ما تؤدي إلى تصادمها وتعريض حياة الناس إلى الخطر.
ما تأثير الحروب الإلكترونية على حياة المواطن البسيط؟
وقد يتعرض المواطن البسيط إلى اختراق معلوماته الشخصية ويتم سرقة حساباته البنكية والمصرفية كما حدثت مشكلة سابقة مفادها بأن هناك اختراق لبطاقات الماستر كارد لجميع الموظفين والمتقاعدين ناهيك عن اختراق الصور الشخصية ومقاطع الفيديو العائلية وهذا ما ينطبق على جميع وسائل التواصل الإجتماعي الحالية .
     يوجد في التاريخ العصر الرملي والعصر البرونزي فهل ستذكرنا الأجيال القادمة على إننا العصر الإلكتروني؟
على ما أعتقد بأن هذا الجيل هو بداية الدخول إلى العصر الإلكتروني فقد بدأت بوادره بالظهور وأهم موضوع حاليآ هي فكرة الذكاء الاصطناعي التي تدخل في جميع مفاصل الحياة وهي خطيرة جدآ فقد مررت قبل يومين بمقطع صوت (أغنية) للمسلسل الكارتوني المحقق كونان بصوت السيدة (أم كلثوم) وأغاني كثيرة بأصوات مطربين آخرين مثل عبد الحليم حافظ يغني اغنية لكاظم الساهر أو يقرأ القرآن وما شاكل ذلك، وكذلك هناك قضية أخرى لم يلتفت لها البعض عند متابعتكم لمقطع فيديو معين في وسائل التواصل الاجتماعي يقوم الذكاء الاصطناعي بترويج وتجديد هذا المقطع وما يشابهه، إذ يقوم بقراءة أفكارك وأفكار أصدقائك ويجمع جميع المقاطع المتشابهة حتى تظهر لك من تلقاء نفسها.
هل التهديدات السيبرانية تحيط بالقوى الكبرى مثل الصين الولايات المتحدة فقط أم تشمل دول العالم الثالث أيضا؟
نعم …التهديدات السيبرانية تؤثر بشكل كبير على دول العالم الثالث ولاتقتصر على القوى الكبرى فقط فدول العالم الثالث دول هشة لا توجد لديها خبرة قوية في الجوانب السيبرانية وتكون سهلة الاختراق من قبل الدول الكبرى وكذلك من قبل الهاكرز الذي يعتاشون على تهكير المعاملات النقدية وبطاقات الائتمان المصرفية.
    هل يمكن التنبؤ بالسيناريوهات المستقبلية للتنافس بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية سيما أن حضرتك تناولت هذا الموضوع في رسالتك؟
أما بخصوص السيناريوهات المستقبلية فقد وضعنا في رسالتنا ثلاث مشاهد مستقبلية الأول هو تآكل هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية في ظل الصعود الصيني وكان هذا المشهد هو المرجح في رسالتنا، وكان الثاني هو هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على النظام العالمي والفضاء الإلكتروني، وكان المشهد الثالث هو احتمال حدوث حرب إلكترونية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية الصين الشعبية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى