حوار

مريم حميد تحاور السيدة نوال جويد.. وردة من الجنوب

العراق| عالم الثقافة

        يمكن أن نعد الحوار معها حوار مع الجنوب إمرأة نبتت من قصبه مشبعة بروائح الشط وحكايات الهيل تحفظ كما أفراد عائلتها  اسماء  وأنواع شجره وسمكه نذرت عمرها ليكون خضرمة (خرزة زرقاء) تراثها الحكايات فلاحيه وشيوخه قصص حبهم وثأرهم مواسم حصادهم مضايفهم أيام فرحهم وحزنهم المؤرخ بالأحداث لا بسنين كل هذا قدمته عبر كتبها إنها الكاتبة الباحثة في التراث الجنوبي نوال جويد  وأترك لها القلم لتعرف القارئ الكريم بنفسها.. أنا نوال جويد امرأة عراقية بصرية سومرية،باحثة في التراث والموروث العراقي، ومهتمة بتدوين حكايا الجنوب العراقي والامهات  والقصص الشفاهية التي نسمعها عن الأسلاف وتاريخهم  لكن غير مدونة في كتب، وعضو الاتحاد العام  للأدباء والكتاب في العراق، وإعلامية شاركت بالعديد من البرامج التلفزيونية للتعريف بتراثنا الجنوبي.. أحب الجنوب والأهوار وأبحث عن  الحكايات والشخصيات التي حصلت عاشت هناك، ومهتمة بالمرأة  وحكاياتها.

من اختار لك اسم وردة من الجنوب؟

وردة من الجنوب هو الاسم الذي اخترته لنفسي في بداية وجودي  في العالم الافتراضي؛ لأن في بداية الكتابة فضلت أن أكون باسم  يمثل المرأة الجنوبية.

* كيف تعرفين الجنوب؟ وماذا يمثل لك؟

   الجنوب بالنسبة لي هو سُرًة الأرض هو منطلق لكل الحضارات والإبداع وكذلك كلما اتجهت جنوباً زاد الحنين والطيبة والكرم  والابداع وكذلك يزداد الظلم لأهله

* كيف بدأت فكرة التوثيق للجنوب وما هي الصعوبات التي واجهتك؟

     البداية كانت من خلال الفيس  بدأت بتدوين القصص الشفاهية التي سمعتها من الأهل والأجداد والأمهات؛ لأنه كل عائلة تمتلك موروثها وحكاياتها التي تخصها، ثم وجدت أن المتابعين والأصدقاء مهتمين جداً بما اكتب من ذكريات، وأصبحوا ينتظرون الحكايات فبدأت أبحث واسأل عن القصص والأمثال الجنوبية وقصصها والعادات والتقاليد التي تخص أسلافنا وأصبح عندي  خزينا من القصص فنصحني الأساتذة المختصين أن أجمعهم في كتاب لأن المنشورات على الفيس عرضه للسرقة، فبدأت بتنضيد أول كتاب خاص بالتراث والحكايات الجنوبية  فصدر لي كتابي الأول (مشحوف خريبط) وهو حكايات من التراث العراقي باللهجة الشعبية. وبعدها كتاب (حكايا بلون القصب) وهو أيضاً حكايات شعبية جنوبية.. والكتب أعجبت القراء بشكل كبير ونفدت من المكتبات.. وبعدها فكرت بتتبع النساء الجنوبيات المميزات  واعمل كتاب لهن وكان ذلك بكتابي الثالث بعد أن بحثت عن قصص ٢٤ امرأة جنوبية  فكان كتاب (أميرات القصب) وطبعه الاتحاد العام للكتاب في العراق. وكان كتابي الرابع هو شخصيات من التراث ساهمت بإحلال السلام  فكان كتاب (حكماء المحن).الكثير من الصعوبات التي واجهتني ومنها صعوبة الحصول على المعلومات وكذلك  النشر على السوشل ميديا وسرقة حقوقي  بالبحث  من خلال نسخ المنشور ومسح اسمي..وجودي كامرأة وحيدة في هذا المجال وبعض المعلومات تحتاج إلى سفر ومخالطة ناس وهذا صعب على المرأة.

* من خلال تجربتك في التوثيق هل تشترك جميع مدن الجنوب في تراث واحد أم لكل مدينة تراثها المييز؟

 كل مدينة تمتلك تراثها ولهجتها التي تميزها عن  المدينة الأخرى فالبصرة وحدها تتكون من عدة موروثات وفتراث أهل أبو الخصيب يختلف عن تراث الزبير وعن تراث شمال البصرة؛ فكل مدينة تمتلك تراث وعادات وتقاليد تميزها؛ لكن تبقى الصفة العامة  وتشابه بالتراث الجنوبي  ببعض الأمور

* ماذا تطمحين لتحقيقه في هذا المجال؟

أطمح أن أظهر وجه الجنوب المشرق أن أعرِّف بشخصياته المميزة وعاداته الاصيلة  وإبداع أهله؛ بل أطمح أن يعرف الناس أن الجنوبي ليس الإنسان الساذج الذي تظهره بعض القنوات في  مسلسلاتها ولاالإقطاعي الظالم والفلاح المسكين.. فهناك  شخصيات تمتلك الثقافة والحكمة والشجاعة والصفة المميزة الكرم.

* هل تؤمنين بمقولة (كل جنوبي مظلوم) وهل لمستها في واقع الجنوب؟

نعم هي حقيقة  الجنوب  دائما يعطي  أكثر مما يأخذ، ويضحي ولايأخذ حقوقهيمتلك طيبة تجعله دائماً مستهان بمطالبه

* من المصدر الأول لهذه الحكايات؟

المصدر الأول للحكايات هم أهلنا الكبار بالعمر وذكرياتهم  فهم الشهود على الأحداث والقصص في الماضي  وللأسف  التاريخ وقصصهم بقيت تروى بشكل شفاهي دون التدوين والحفاظ عليها  ولعدم اهتمام هذا الجيل بحكاياتهم  وسماعهم  بدأ يضيع هذا التاريخ.. أنا اخذت على عاتقي أن أبحث عن هذه الحكايات وأسأل الأباء والأمهات عن أصلها لحين التأكد من المعلومة أدونها لتبقى  محفوظة  للتاريخ.

* هل يهدد التطور التكنولوجيا تراثنا، كيف تقييمن تواصل الاجيال الجديدة مع تراثها؟

ربما التكنلوجيا تنافس التراث؛ لكن نستطيع القول: إنها كان لها الفضل  بتوصيل  التراث والتعريف به لشريحة أكبر من الناس. واستطعنا ان نعرف تاريخ أغلب المناطق ونتواصل مع الباحثين من المناطق الأخرى ونتعرف على تراثهم وأنا متفائلة بالجيل الجديد فرغم التكنلوجيا لدي العديد من الشباب الذي يتابع ويحب أن يعرف تراثنا.

* هل يتفاعل غير الجنوبيين مع ما تكتبيه وما هو انطباعاتهم؟

نعم الكثير من الناس في كل العراق وخارجه يتابعون ويبحثون عن كتبي وينبهرون  بالتراث الجنوبي الذي أكتبه.

* أريد من حضرتك كلمة تعرفي الأهوار بها، وكلمة ثانية عن معاناة الأهوار؟

 الأهوار هي غبش  الصباحات الأهوار  تشبه أيام الحياة الأولى.. تبدأ من هنا الكلمات…فمن هنا بزغت أول شمس أشرقت على تلك المساحات المائية  الساحرة… البردي والمشاحيف والطير والمرادي والمواويل.. من هنا بدأ  الحياة تنسج حروفها الأولى لتكمل جملة الوجود ..الأهوار هي مبتدأ الكون….ومن ثم جاءت الاخبار بعدها، كل صيف تتعرض الأهوار للجفاف الشديد ويتأثر سكانها بشكل كبير.لكن  هي قدرة الإله التي تعيد الحياة لتلك الأراضي وتعود تسترد عافيتها.. وكم نتمنى اهتماما أكبر من الحكومة وأصحاب الشأن لتبقى جنة عدن أهوارنا  بخير، وقد كتبت عنها في الكثير من قصص وأرخت لحياة أهلها.

* وردة من الجنوب لمن تهدي عثق من البرحي؟

    أهديه لكل من يحب الجنوب والبصرة والعراق، وأهديه لأهلي وأصدقائي ولما تعبي عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى