توقف قليلا
شعر: عبد الصمد الصغير |المغرب
تَوَقْفْ قَليلاً، هَلْ تَرى الْغَرْبَ أَجْمَعا؟
عَلى ضَرْبِ أَيْديكُمْ لِكَيْ تَتَوَرَّعا
***
لِكَيْ تَقْبَلُوا عاراً كَشَأْنٍ ، وَقيمَةٍ
فَيَخْلُو لَهُمْ كُلُّ الَّذي كانَ مُزْمَعا
***
إِلى حَيْثُ ما شاؤُوا مَشَيْنا كَدابَّةٍ
تَراءى لَها الْمَرْعى خَصيباً وَ أَيْنَعا
***
تَطيعُ لَهُمْ أَمْراً بِسَمْعٍ وَطاعَةٍ
وَ لا تَسْتَحي وَجْهاً قَبيحاً إِمَّعا
***
فَهذي الأَيادي كُبِّلَتْ مِنْ ذِراعِها
وَ هذا قِطاعٌ أَيْنَما أَنَّ أَوْجَعا
***
لَقَدْ قَرَّرُوا أَنْ يُرْضِخُوا أَرْضَ عِزَّةٍ
فَقالُوا لَهُ : قَتِّلْ نِساءً وَ رُضَّعا
***
تََدَبَّرْ قِطاعاً وَ اسْتَبِحْ كُلَّ دابَةٍ
وَ هَجِّرْ عِباداً أَبْقِ نَوْعاً تَطَبَّعا
***
يُريدونَ مِنْهْمْ نَفْسَ حالٍ أَتَتْ بِهِمْ
يَقُولُونَ : أَنْتُمْ كَالْقَطيعِ تَجَمَّعا
***
كَما الْحَيَواناتُ الَّتي قَدْ تَجَمَّعَتْ
عَلى حَوْضِ ماءٍ لَوْ جَرى غاضَ أَدْمُعا
***
بَكَيْتُمْ ، تَباكَيْتُمْ عَلى نَسْفِ غَزَّةٍ
خَضَعْتُمْ لِمَنْ جاؤُوا لُصوصاً وَ قُطَّعا
***
أَراكُمْ تَخَاذَلْتُمْ فَقَدْتُمْ كَرامَةً
وَ هَبٌّ يَنالُ الْمَجْدَ تاجاً مُرَصَّعا
***
فَعَنْكُمْ تَخَلَّيْتُمْ وَعَنْ كُلِّ هاتِفٍ
بَدا هارِباً مِنْكُمْ وَفيكُمْ تَوَسُّعا
***
كَأَنّي أَرى في الْأَرْضِ خَلْقاً يُخيفُها
تَـزَيَّـنَتِ الدُّنيا لَهُ فَتَـنَطَّـعـا
***
تَقَـدَّمْ ، تَجِدْ بَعْضَ الَّذي قَدْ فَقَدْتَهُ
وَصَـوِّبْ تُصِبْ جَمْعَ الْمَثاني مُرَصَّعا
***
فَلِلَّهِ أَمْرٌ ، هَلْ سَنُدْرِكُهُ ؟ مَتى؟
لِيُحْيي جَماداتٍ تُرَدُّ أَضْلُعا
***
حياةَ الَّذي يَحْمي دِياراً ، وَ حُرْمَةً
ضَميراً وَإنْسانِـيَّـةً وَتَـوَرُّعـا
***
لَقَدْ صارَ قَلْبي في دُمُوعِهِ غارِقاً
فَقامَتْ مَرائيهِ ثَلاثاً وَأرْبَعا
***
تَفَطَّنْ قَليلاً وَانْتَبِهْ عِنْدَ دَمْعَةٍ
تَقَدَّمْ ، تَقَدَّمْ لا تَخَفْ ، كُنْ أَمْنَعا