مات.. دون أن يشعر به أحد
فتحي إسماعيل | مصر
“لم يتبق من الثورات إلا سيرة الدم، وصور الذين ماتوا معلقة على جدران البيوت..
لم يتبق من الحب الا سيرة الهجر، والذكريات الأليمة.
ولم يتبق من ذلك الإنسان غير شبح، يردد كما مجاذيب الطرقات، سيرة الأحلام الساذجة.
لا يعرف للحياة لونا ولا هدفا الا أنه يقاوم الموت الأبيّ ، ليحاول عبثا أن يعيد حكاية الأشياء. حياكة جلباب أخير لم يرتديه في حياته سوى بضع ساعات،
في كلمات يأتينه رغما، لم تعد تضيء عتمة الأوراق البيضاء ولا تحرك تلك السحب الرمادية،التي تغبش سماء القلب.
في الوقت الذي فقد كل شيء آمن به معناه،
الإبداع كفعل إنساني وجمالي بات مطية لكل عنصرية وكراهية ومقت وتعالي.
الحب أصبح وسيلة وممرات للعبور إلى متع رخيصة، غالبا يعقبها ندم ومن ثم كراهية.
الروابط الأسرية التي باتت مجرد ديكور لا يُرى إلا في المناسبات الرسمية..
الحياة التي عزف عنها في مقتبل حياته بإرادته؛ حين أقبل عليها وجد كل ألوانها رمادية، ومتعها ألاعيب حواة. وزهورها مسجونة خلف أسوار الأغنياء.
حين حاول أن يعيش، وجد كل الحيوات التي انتظرها ميّتة.
فمات.. دون أن يشعر به أحد.
لم يكن حين موته ينتطر أن يشعر به أحد”