الزوجة المتدينة.. حكاية شعبية يرويها: جميل السلحوت
كان لأحد العمال زوجة تتظاهر بأنها تصوم النهار، وتقوم الليل، دائمة التسبيح والتهليل، وعندما كان يعود زوجها من عمله مساء مرهقاً وتعباً، كانت تُحضر له الطعام وفنجاناً من القهوة، فيأكل ويشرب ثم ينام، ولا يفيق الا في صباح اليوم التالي .
وفي أحد الأيام أخبره أحد أصدقائه بأن زوجته تخرج في الليل لتمارس الدعارة، فلم يُصدق ما سمعته أذناه ، فنصحه صديقة بأن لا يشرب فنجان القهوة مساء، ويوهمها بأنه شربها، لأنه كان يشك بأنها تضع له فيها مادة منومة .
وفعل الزوج كما قال له صديقة، فلم يشرب القهوة ،وسكبها من الشباك وهي لا تراه ، وتظاهر بالنوم . وبعد عدة دقائق ارتدت الزوجة أحسن ثيابها، وخرجت بخفة من البيت، فقام الزوج وأغلق الباب من الداخل .
وفي ساعة متأخرة من الليل عادت، ووجدت الباب مغلقاً، فطرقته فقال لها زوجها : اذهبي الى المكان الذي كنتِ فيه ،ولن أفتح لكِ الباب . فقالت له : إن لم تفتح الباب سألقي بنفسي في البئر – وكان البئر قريباً من باب الدار – وستتحمل أنت كافة النتائج المترتبة على ذلك .
فقال لها : وماذا يهمني ؟ ألقِ بنفسك في البئر ان شئت ، فحملت حجراً كبيراً وألقته في البئر، واختبأت بجانب الباب، ولما سمع الزوج صوت ارتطام الحجر بالماء، ظن أنها ألقت بنفسها في البئر فعلاً .. ففتح الباب وخرج مسرعاً لينقذها خوفاً من أن يتحمل مسؤولية انتحارها .. فدخلت بدورها في البيت، وأغلقت الباب من الداخل .. فأخذ الزوج يطلب منها أن تفتح الباب وهي ترفض وتقول له بصوت مرتفع : لن أفتح لك، اذهب عند النساء اللواتي كنت عندهن حتى هذه الساعة ؟؟ وكان الزوج المسكين شبه عارٍ .
ولما يئس منها، وأيقن أنها مصرة على أن لا تفتح الباب له ، أخذ يتجول في زقاق البلدة . وصادف أن لصوصاً قد قاموا بسرقة خزينة الدولة في تلك الليلة، وأن الجيش والشرطة قد قاموا باعتقال كل الرجال الموجودين في شوارع البلدة بعد ان عرفوا بحادث السرقة، وكان من ضمن المعتقلين الزوج المسكين .
وفي صباح اليوم التالي حضر المحققون، وبدأوا بالتحقيق مع المعتقلين، ولما جاء دور التحقيق مع الزوج البائس سأله المحقق : هل سرقت خزينة الدولة ؟؟ فأجاب : نعم، ولكن معي شركاء .. فقال له المحقق : ومن هم شركاؤك ؟؟ فذكر اسم رجل يتظاهر بالتدين وحاز على منصب رفيع في تلك البلدة .. فاستغرب المحقق من ذلك ورفع الأمر للملك كي تستطيع الشرطة اعتقال رجل الدين بمثل هذه التهمة، ووافق الملك على اعتقاله، وعندما أحضروه في نفس الغرفة مع الزوج ، قال رجل الدين للزوج : أنا اشتركت في سرقة الخزينة، لكنك لم تكن معنا فكيف عرفت بنا ؟؟ فقال الزوج : لأن صلاتك مثل صلاة امرأتي .