أشواك البراري.. سيرة ذاتية للأديب الفلسطيني جميل السلحوت
ديمة جمعة السّمان | فلسطين
طفولة بائسة شقت طريقها في وعورة الحياة بتحد وأصرت على الصمود والبقاء رغم الشّقاء
“أشواك البراري” سيرة ذاتية لطفولة ذبيحة وثقّها صاحبها الأديب جميل السلحوت بحروف مبللة بالدّموع.
تردّد الكاتب بتوثيقها وجمع أبرز محطاتها.. ربما لأنها طفولة غير عادية.. نمت تماما كأشواك البراري دون رعاية ولا عناية، ما جاء فيها يفوق الخيال، قد يتهمه البعض بالمبالغة أو باختلاق بعض القصص لتشويق القارىء كما يفعل بعض الكتاب. ولكن وعي الكاتب بأهمية الكتابة عن مرحلة لم يتم توثيقها تتعلق بعرب السواحرة وانتقالهم من حياة البداوة إلى حياة التمدن.. جعلته يتجاوز هذه المخاوف وأصر أن يسجلها بدقّة، ويوثقها بطريقته وأسلوبه الجميل، الذي يتناول تفاصيل التفاصيل دون أن يشعر القارىء بالملل. فكل ما جاء في السيرة كان إضافة لمعرفة القارىء. لم يفكر السّلحوت أن يكتب بهدف الأنا، ولكنه جنّد (الخاص) لإعطاء صورة واضحة عن (العام)، من خلال تسجيل قصة طفولته التي أذهلت كل من قرأها، وجعلته يتساءل إن كان من الممكن أن يعيش أيّ طفل كان في ظل ذاك الواقع الأليم البشع، الذي كان يقوده ويسيطر عليه الجهل والفقر والخرافات. كما أنني علمت من الكاتب أنه حذف بعض القصص التي يصعب على القارىء تصديق أنها حدثت بالفعل، إذ أن قساوة وبشاعة المرحلة تفوق الخيال.
السلحوت معروف أنه كاتب يجيد التوثيق، كما أنه يتمتع بذاكرة حديدية، ولا زال، على الرغم من أنه دخل عقده السابع من عمره المديد، فهو يمتلك قدرة غير عادية على حفظ الأرقام واسترجاع الأحداث بتفاصيلها مع الوصف الدقيق الذي يشعرك أنّك تجلس أمام (حكواتي).
” أشواك البراري” هي بمثابة (رسالة أمل وتفاؤل)، بثّها الكاتب عبر السطور لكل من سيطر عليه اليأس نتيجة ظروف صعبة يمر بها، فحواها: (لا تيأس، ستحقق حلمك بإرادتك إن شئت، لا يوجد شيء اسمه مستحيل، احلم.. كن طموحا، ستصل إلى غايتك بجهدك وكدّك وتعبك، ولكن ليس قبل أن تحدّد هدفك، وتختار وجهتك، فالنجاح أساسه الفلاح.. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا.