الصبر والتقوى
ماجد الدجاني | فلسطين
ربطت أيات كتاب الله بين الصبر والتقوى التي هي وقود مركبة الإنسان المؤمن في درب الدعوة إلى الله بل إن الصبر والتقوى إذا اجتمعا مهدا الطريق إلى الإحسان الذي هو مرتبة متقدمة على الإسلام والإيمان وهو أن تعبد الله كأنك تراه في حديث جبريل جاء يعلمكم
وفي ذروة المعاناة يظهر الصبر والتقوى حاملين البشائر وتتدلى ثمارهما وتسطع أنوارهما وها هو نبي الله يوسف بعد ما عانى أشد أنواع البلاء في السجن وغيابة الجب يحدد الثلاثية الإيمانية: الصبر و التقوى و الإحسان
يقول:( إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين)وتتألق هذه الثلاثية في نداء الله تعالى لسيد البشرية صلى الله عليه وسلم( واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)
إنه الصبر إنها التقوى والإحسان سيف ورمح ودرع في معركة التحدي لشياطين الإنس والجن.
لذلك ختمت آيات سورة آل عمران التي جمعت بين طياتها المعارك العسكرية والفكرية والنفسية ختمت بالقواعد الأربعة للثبات:( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).
ويحدد القرآن النوعية التي لا تكون في خسر فيقول:( والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)وفي لقاء جند الحق بالباطل يأتي الدعاء بطلب الصبر سلاح المؤمن فإن الشجاعة صبر ساعه:( ولما برزوا لجلوت وجنوده قالوا ربنا أفرغ علينا صبرا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين).
وجند الأنبياء المقاتلون معهم والذين يعزرونهم يصفهم الله بالصبر وطلب الصبر:وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين.
كما وصف جند الأنبياء بالصبر والتسلح به وطلبه من الله تعالى:وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا:ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين)
وأصحاب الميمنة شعارهم: وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة.
والقرآن يجعل الصبر والتقوى من عزم الأمور(:لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور).
زكذلك فإن الصبر والتقوى ترياق ضد المؤامرات والمكائد المحاكة ضد المسلمين(وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا إن الله بما يعملون محيط).
والصبر والتقوى مفتاحا المدد الإلهي (بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذ ايمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين).
والصبر ضياءكما قال رسولنا الكريم وهو خير الدنيا ولآخره يقول صلوات الله وسلامه عليه:(من يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر).
ويقول أيضا:عجبت ؟لأمر المؤمن أمره كله خير وليس ذلك لغير المؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.).
والصبر والتقوى نور وميزان تقاس به الأمور يقول ربنا تعالى:إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم.)
ويقول(:ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب).
وأيضا:يجعل له من أمره يسرا
وأيضا:يجعل له نورا يمشي به
ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا
والصبر انتصار على النفس والغضب يقول تعالى: (ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم).
والصبر أجره عند الله عظيم(أولئك يؤتون أجورهم مرتين بما صبروا)
أولئك يجزون الغرفة بما صبروا)
والصابرين من أولي الألباب(والذين صبروا ابتغاء وجه الله) ويتبعها بتشريف وتكريم والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.